الاحد 11 نوفمبر 2018 08:06 م بتوقيت القدس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إن تركيا سلمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تسجيلات متعلقة بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في محاولة لمواصلة الضغط الدولي على الرياض بشأن هذه القضية.
وقُتل خاشقجي، وهو كاتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست ومنتقد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول في عملية يقول أردوغان إنها صدرت أوامر بشأنها على ”أعلى المستويات“ بالحكومة السعودية.
وأثارت هذه الجريمة غضبا عالميا ولكن الدول الكبرى لم تتخذ إجراء ملموسا يذكر ضد السعودية أكبر مصدر للنفط العالم وأحد مؤيدي خطط واشنطن لاحتواء النفوذ الإيراني عبر الشرق الأوسط.
وأدلى أردوغان بهذه التصريحات قبل سفره إلى فرنسا للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى مرور 100 عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى التي يحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء أوروبيون.
وقال أردوغان لأول مرة إن الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة استمعت للتسجيلات.
وأضاف ”قدمنا الأشرطة. قدمناها للسعودية والولايات المتحدة والألمان والفرنسيين والبريطانيين، جميعهم. استمعوا لكل المحادثات عليها. إنهم يعلمون“.
وقال مصدران لرويترز الشهر الماضي إن جينا هاسبل مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سمعت تسجيلا صوتيا بشأن مقتل خاشقجي عندما زارت اسطنبول. وصرح مصدر مطلع على هذا الموضوع بأن مبعوثا سعوديا رفيعا استمع أيضا لتسجيل.
ولم يذكر أردوغان تفاصيل بشأن محتوى الشرائط يوم السبت ولكن مصدرين مطلعين على هذه المسألة قالا لرويترز إن تركيا لديها عدة تسجيلات صوتية.وقالا إن هذه التسجيلات تتضمن عملية القتل نفسها وحوارات سُجلت قبل العملية كشفتها تركيا فيما بعد. ودفعت تلك التسجيلات أنقرة إلى أن تستنتج منذ مرحلة مبكرة أن هذه الجريمة كانت متعمدة على الرغم من نفي السعودية في بادئ الأمر أي علم أو تورط لها فيها.
وقال النائب العام السعودي سعود المعجب بعد ذلك إن قتل خاشقجي تم التخطيط له سلفا على الرغم من تصريح مسؤول سعودي آخر بأن الأمير محمد بن سلمان لم يكن لديه علم بهذه العملية.
وقال مصدر مطلع على هذه التسجيلات إن المسؤولين الذين استمعوا لها فزعوا مما تضمنته. وقالت المصادر إن سعود القحطاني أحد كبار معاوني الأمير محمد برز بشكل واضح في هذه التسجيلات.
وقال مصدران منفصلان بالمخابرات لرويترز الشهر الماضي إن القحطاني أعطى أوامر عبر سكايب لقتلة خاشقجي بالقنصلية. ولم يرد القحطاني على أسئلة من رويترز في ذلك الوقت. وقالت وسائل الإعلام الرسمية السعودية إن الملك سلمان أقاله وأربعة مسؤولين آخرين بسبب هذه الجريمة. ولم يرد ما يشير إلى أن أيا من المشتبه بهم تم احتجازه.
من قتل خاشقجي؟
لم يكرر أردوغان يوم السبت اتهامه بأن الزعماء السعوديين هم الذين أمروا بهذه العملية. ولكنه دعا الرياض إلى تحديد هوية القاتل قائلا إنه لا بد وأن يكون أحد أفراد فريق مؤلف من 15 فردا وصل إلى تركيا قبل ساعات من اختفاء خاشقجي.
وأضاف ”لا توجد حاجة لتحريف المسألة، إنهم يعلمون يقينا أن القاتل، أو القتلة، ضمن هؤلاء الأشخاص الخمسة عشر. يمكن لحكومة السعودية أن تكشف عن هذا بجعل هؤلاء الأشخاص يتكلمون“.
واتهم أردوغان أيضا المعجب برفض التعاون. وكان المعجب قد زار اسطنبول لمناقشة التحقيق مع نظيره التركي وتفقد القنصلية.
وقال أردوغان إن ”النائب العام جاء إلى تركيا لتقديم أعذار وتعقيد الأمور ”.