السبت 17 نوفمبر 2018 21:55 م بتوقيت القدس
حذر معلقون إسرائيليون من التداعيات الاستراتيجية “بالغة السوء” التي ستنجم عن “انتصار” حركة حماس في المواجهة الأخيرة، وأبدوا تخوفهم بحال قررت حماس توسيع مدى صواريخها لتصل إلى العمق الإسرائيلي، مشيرين إلى أن المواجهة دللت أن وضع إسرائيل الأمني “لم يكن في يوم من الأيام أسوأ مما هو عليه الآن منذ حرب 1973”.
وقالت شمنريت منيري، المختصة بالشأن الفلسطيني، إن حركة حماس “حققت نصراً واضحاً في المواجهة الأخيرة”، مشيرةً إلى أن هذه الجولة “انتهت بنتيجة 1: صفر لصالح الحركة”.
وفي مقال نشره موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” اليوم أشارت منيري إلى أن إنجازات الحركة تمثلت في أن صواريخها تجاوزت تأثير منظومة الدفاع الجوية المعروفة بـ “القبة الحديدية”، ونجاحها في ضرب أهداف في العمق الإسرائيلي، وتمكنها من تحديد موعد وقف إطلاق النار بما يخدم مصالحها.
ونوهت إلى أن مقاتلي حماس أظهروا في المواجهة الأخيرة “رباطة جأش”، معتبرة أن هذا الأداء يجب أن يقلق إسرائيل ويمثل “نذير سوء في المستقبل”.
ولفتت إلى أنه لم يحدث حتى الآن أي تحول على طابع مصالح إسرائيل التي لا تتجنب مواجهة مع غزة في هذا التوقيت، بسبب وجود الكثير من التحديات الاستراتيجية، لا سيما في ظل انعدام اليقين بشأن نتائج المواجهة مع حماس، إذا قررت الحركة توسيع مدى صواريخها لتصل إلى العمق الإسرائيلي.
واستدركت أنه على الرغم من ذلك، فإن التسليم بنتائج المواجهة الأخيرة سيغري حماس بأن تواصل تحدي إسرائيل واستهدافها.
بدوره، قال أودي سيغل، مقدم البرامج الحوارية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إن تفجر المواجهة الأخيرة مع غزة دل على أنه يحق للإسرائيليين أن يثقوا بما يصدر عن حماس أكثر مما يصدر عن الحكومة الإسرائيلية والمتحدث بلسان الجيش.
وفي مقال نشره موقع صحيفة “معاريف” اليوم، قال سيغل إن توصيف وزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان لطابع النقاشات وآليات اتخاذ القرار في المجلس الوزاري المصغر، يكشف “ثقافة الكذب” التي يقوم بها صناع القرار في تل أبيب.
وحسب سيغل، فإن سلوك إسرائيل خلال المواجهة الأخيرة مع غزة أظهر “الأداء المثير للخجل لكل من نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر”.
وهاجم المعلق الإسرائيلي بيانات المتحدث باسم الجيش رونين منليس خلال المواجهة التي وصفها بأنها تشبه البيانات التي كانت تصدر عن القاهرة، منوها إلى أن منليس هدد بتدمير غزة في أعقاب إطلاق حماس مئات الصواريخ “لكن شيئا لم يحدث”.
وحذر من أن الجمهور الإسرائيلي الذي فقد الثقة بالجيش ومؤسسته لن يدعمه في حال اندلعت مواجهة تتطلب الحسم.
إلى ذلك، اعتبر الجنرال تسفيكا فوجل، الذي شغل في الماضي منصب رئيس هيئة أركان قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أن نتيجة المواجهة الأخيرة مع حماس دللت على أن وضع إسرائيل الأمني لم يكن في يوم من الأيام أسوأ مما هو عليه الآن منذ حرب 1973.
وفي مقابلة مع إذاعة “103fm” العبرية مساء أمس، هاجم فوجل صناع القرار في تل أبيب، معتبرا أن كل ما يعنيهم “هو ضمان مستقبلهم السياسي وأنهم امتنعوا عن اتخاذ قرارات حاسمة وفرطوا بمستقبل الدولة، خوفاً من أن تضر نتائجها بمستقبلهم الشخصي”.
وأضاف: “لقد رفعنا الراية البيضاء، فقدنا القدرة على الردع بشكل مطلق، ما حققته حماس من قوة ردع أكبر بكثير مما أنجزناه”.
وسخر من نتنياهو الذي برر قبوله بوقف إطلاق النار بأن لديه معلومات استخبارية تسوغ هذا القرار، قائلاً “هل لدى نتنياهو معلومات بأن أسفل قطاع غزة هناك حقل غاز، وأن أية غارة جوية ستفضي إلى اشتعاله مثلا”.
وشدد على أنه لو كان صاحب قرار لأمر بتصفية كل القيادات العسكرية والسياسية في حماس، إلى جانب المس بكل أعضاء الذراع العسكري والمس بعوائلهم.
بدوره، قال الصحافي تال لفرام إن الجيش مطالب بتغيير منظومة أهدافه في مواجهة حماس، مشيراً إلى أنه قد تبين أن العمليات الهادفة بشكل خاص للتأثير على وعي “العدو” غير مجدية.
وفي مقال نشره موقع “معاريف” اليوم، نوه لفرام إلى أن الجيش مطالب بأن يركز على تنفيذ العمليات التي يمكن أن تؤثر على الجهد الحربي لحماس، وأنه بدلاً من أن يعمد الجيش إلى تدمير البنايات الكبيرة في غزة، عليه أن يركز على ضرب مخازن ومعامل إنتاج قذائف الهاون، التي تسببت بإلحاق كثير من الأذى للمواقع العسكرية والمستوطنات.
كما لفت إلى أن المواجهة الأخيرة مع حماس دلت على أن قدرة الجيش الإسرائيلي على المس بالخلايا التي تقوم بإطلاق الصواريخ قد تآكلت بشكل كبير، منوها إلى أنه على الرغم من أن مقاتلي الذراع العسكري لحماس الذين يقومون بإطلاق الصواريخ يستخدمون أنفاقا في تحركاتهم فإن الجيش مطالب بأن يبلور حلا لهذه المعضلة.
وحذر من أن مخاطر استخدام حماس للصواريخ في ضرب العمق الإسرائيلي لا تنحصر في تسببها في خسائر بشرية فقط، بل بتهديدها المرافق الحيوية.