الاحد 18 نوفمبر 2018 11:18 م بتوقيت القدس
قال باحث عسكري إسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي مطالب بما سماها “تغييرات هيكلية وتنظيمية داخل المؤسسة العسكرية” وذلك لمواجهة “التحديات الأساسية التي تواجهه في المرحلة القادمة”.
وفي مقال كتبه في موقع ميدا قال الكاتب الإسرائيلي يائير إينسبيكر إن “هناك العديد من التحديات الأساسية التي تواجه الجيش الإسرائيلي في المرحلة القادمة، تتطلب منه مواجهتها من أجل إعداده للمعارك المعقدة أمام المنظمات المعادية الآخذة بالتقوي، والعمل على استيعاب التهديد القادم منها”.
وأضاف: “بجانب الإجراءات التقليدية من الناحية الأمنية والتنظيمية داخل الجيش الإسرائيلي، فإن هناك جملة تحديات أساسية أهمها كيفية التعامل مع الجيوش المعادية الجديدة والتصدي لها، سواء كانت حزب الله أم حماس أم الجهاد الإسلامي أم المليشيات السنية أو الشيعية، التي تقترب جميعها من الحدود الإسرائيلية”.
“قاسم مشترك”
وأوضح أن “القاسم المشترك بين جميع هذه التنظيمات المسلحة أنها مشكلة من آلاف المقاتلين المدربين، والموزعين على عدة جبهات حربية، لكنها جميعاً تشترك في قواسم متشابهة، أهمها أنها تنطلق من أيديولوجية دينية، وجاهزية ودافعية كبيرة للعمل ضد إسرائيل، فضلا عن تسليحها وتدريباتها”.
وأشار إينسبيكر، المتخصص بمجال الأمن، إلى أن “هذه التنظيمات المسلحة تعمل مثل مبعوثين أو رسل لدول نظامية في المنطقة، وتتجه للقتال ضد الجيش الإسرائيلي، ورغم أنها ليست مجهزة من النواحي التكنولوجية والأسلحة التقليدية، فإن هذه التنظيمات تتغلب على نقطة الضعف هذه من خلال إقامة منظومات صاروخية ضد الطائرات والسفن والدبابات، وهي معدة لاستهداف مركبات ومعدات الجيش الإسرائيلي، في البحر والبر والجو”.
وأكد أن “أجهزة السيطرة والتحكم والدعم اللوجستي الخاصة بهذه المنظمات توجد تحت الأرض أو تنتشر في المناطق المدنية المزدحمة، كما أن هذه المنظمات افتتحت عهدا جديدا من الحرب النفسية المتطورة، ومنظومات متقدمة من القذائف الصاروخية والصواريخ وقذائف الهاون بقدرة إطلاق كثيفة، ودقة متناهية، لكي تطال كل حدود إسرائيل”.
تهديد استراتيجي
وأوضح إينسبيكر، الباحث في عمل القوات الخاصة في العصر الحديث، أن “الآراء في إسرائيل حول تقدير هذا الخطر كتهديد استراتيجي على قيام الدولة الإسرائيلية منقسمة على نفسها، لكن الخطورة تكمن في أن تتوحد هذه الجيوش الجديدة مجتمعة، وتقرر العمل بصورة موحدة ضد إسرائيل، وتنفذ عمليات وهجمات داخل إسرائيل ذاتها من عدة جبهات”.
وأكد أنه “للأسف هذا سيناريو واقعي جدا، وقابل للتحقق على الأرض، ومن المتوقع أن الجيش الإسرائيلي قد يكون مضطرا لمواجهة مثل هذا التهديد مجتمعا أو مقسما، ولذلك فإن الهدف الأول للجيش الإسرائيلي في مواجهة هذا النوع هو وقف إطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه الجبهة الإسرائيلية الداخلية”.
وختم بالقول إن “هذه المشكلة بالذات ليس لدى الجيش الإسرائيلي إجابة واضحة ودقيقة وكافية لمواجهتها، مع العلم أن العثور على حل مجد وعملي لهذا التهديد قابل لإحباط استراتيجية العدو، ويحول ما لديه من منظومات عسكرية إلى فاقدة للجدوى”.