الاحد 18 نوفمبر 2018 12:50 م بتوقيت القدس
قالت دراسة إسرائيلية، نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة "تل أبيب"، إن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، يمكن اعتبارها خطوة إضافية في حالة التطبيع بين الاحتلال والدول العربية، مشيرة إلى أن العلنية في العلاقات مع مسقط هو ما يميزها.
وأضافت الدراسة التي ترجمها موقع "عربي21"، أن "أهمية زيارة نتنياهو إلى عمان تتزامن مع ظهور وفد رياضة الجودو الإسرائيلي بأبو ظبي، ووصول وزيرة الرياضة ميري ريغيف، مما يشير لرغبة دول الخليج بكشف النقاب عن الاتصالات مع إسرائيل، ولعلها مناسبة لأن تستغل إسرائيل هذا التطور الهام بتحسين إنجازاتها الإقليمية، وتحسين وضعها السياسي تحقيقا لمصالحها الاستراتيجية".
وأكدت الدراسة التي أعدها باحثو المعهد يوآل جوجينسكي وكوبي ميخائيل وزاكي شالوم، أن "رفع مستوى العلاقات الإسرائيلية الخليجية يتزامن مع جهود الإدارة الامريكية في إعلان صفقة القرن، والحاجة لدعم دول الخليج لها، وربما تلعب عمان دورا في تهدئة التوتر السائد بين السلطة الفلسطينية وواشنطن".
وأوضحت الدراسة أن "العلاقات التاريخية الإسرائيلية العمانية بدأت منذ سنوات السبعينيات، ثم استؤنفت عام 1994، استكمالا لعملية السلام التي انطلقت في مؤتمر مدريد، فظهر التعاون الثنائي بين مسقط وتل أبيب في مجالات المياه والمساعدة العسكرية، ومقارنة بدول الخليج الأخرى تقيم عمان علاقات خارجية وسياسة مستقلة عن سواها، قد تكون أكثر حيادية، استجابة لضعفها الاقتصادي قياسا بموقعها الاستراتيجي".
وأشارت إلى أن "هذه الزيارة ترجح التقديرات القائلة بأن إسرائيل قد تستعين بعمان للقيام بدور وساطة مع الفلسطينيين تارة، وفي الملف السوري الإيراني من جهة أخرى، وهناك أمل إسرائيلي بأن تتبع باقي دول الخليج سياسة عمان في الانفتاح على إسرائيل، لأن المعلومات الأمنية التي تزود إسرائيل بها دول الخليج العربي جعلها تنظر إليها على أنها عنصر مهم ومركزي في الدفاع عن المصالح القومية لتلك الدول الخليجية".
وأوضحت أن "زيادة العلاقات الإسرائيلية الخليجية يحصل مع تراجع تدريجي للمكانة المركزية التي كان يحظى بها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لدى عدد من دول الخليج، مما يمهد الطريق لإقامة اتصالات إيجابية مع إسرائيل، وربما أن السياسة المعتدلة لعمان قد تمكنها من جلب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات، أو تخفيف التوتر بين الفلسطينيين والأمريكان".
وأشارت إلى أن "عمان قد تستغل حالة الانشغال السعودي بملفاتها الداخلية في أخذ دور مركزي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنقاذه من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، ولذلك فإن أهمية ما حققته إسرائيل من إنجاز دبلوماسي لا يستهان به من علانية زيارتها إلى عمان، حتى لو لم تعد بنتائج ميدانية على الأرض في الملف الفلسطيني".
وختمت بالقول: "إن أول إنجاز من هذه الزيارة يكمن في تحريك الجمود السياسي الفلسطيني الإسرائيلي من خلال جسر الفجوات بين الجانبين، ولعل قدرات عمان في هذا الجهد ليست قليلة، وإسرائيل تبذل جهودا حثيثة لتوثيق علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم معها علاقات سياسية رسمية، خاصة بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية، وحرمانها من الغطاء العربي، من خلال التقدم بتطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية".