قالت “الهيئة الإسلامية-المسيحية” لنصرة القدس والمقدسات، إن حملة اعتقالات المقدسيين الأخيرة، تهدف إلى الاستفراد بالقدس، واستكمال المشاريع التهويدية فيها، والانقضاض على هوية القدس العربية.
وأدانت الهيئة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، الحملة الإسرائيلية، التي وصفتها بـ “الشرسة”، ضد أبناء مدينة القدس وقياداتها، والتي تمثلت باعتقال العشرات منهم وعلى رأسهم محافظ المدينة عدنان غيث.
وأشارت إلى أن الحملة وصلت إلى حد منع وزير شؤون القدس عدنان الحسيني من السفر خارج البلاد لمدة ثلاثة شهور، واحتجاز جواز سفره لضمان عدم مخالفته ذلك.
وأكدت أن استهداف المقدسيين والتضييق عليهم بالاعتقال تارةً وهدم البيوت تارةً أخرى، يأتي في إطار استفراد الاحتلال بالمدينة المقدسة، وإكمال ما تبقى في أدراج الحكومة الإسرائيلية من مخططات وملفات تهويدية ضد المدينة ومقدساتها ولا سيما المسجد الأقصى المبارك.
من جانبه، شدد الأمين العام للهيئة، حنا عيسى، على خطورة الأوضاع في مدينة القدس، وما تمارسه سلطات الاحتلال من “جبروت” ضد البشر والحجر فيها.
ونوه عيسى، إلى أن دفاع الفلسطينيون عن أرضهم ومقدساتهم سيستمر وسيتواصل على الرغم من جميع الإجراءات والانتهاكات.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال ومن خلال انتهاكاتها الأخيرة تهدف إلى تغيير وضع المدينة المقدسة وتكوينها السكاني، وتهديد وجود المسجد الأقصى من خلال الحفريات التي تجريها حوله وتحته، وإقامة منشآت إسرائيلية جديدة تكون نواة لتحرك المتطرفين الإسرائيليين.
كما أكد أنها تهدف إلى التضييق على المقدسيين في مدينتهم، لدفعهم أو إجبارهم على الرحيل، وزرع القدس بمزيد من البؤر الاستيطانية على طريق فرض السيطرة الكاملة عليها.
بدوره، صرّح رئيس “التجمع الوطني المسيحي” في الأراضي المقدسة والقيادي في حركة “فتح” ديمتري دلياني، بأن حملة الاعتقالات جاءت في إطار استهداف أبناء وقيادات الحركة الوطنية في المدينة ولأسباب سياسية بحتة.
وأضاف أنها جاءت بعد جلسة لجنة الشؤون الداخلية في “الكنيست” الإسرائيلي، والتي تم خلالها توبيخ ممثل شرطة الاحتلال من قبل أعضاء كنيست يمينيين متشددين، ادّعوا فيها بأن شرطة الاحتلال لا تعمل بقوة كافية لوقف نشاطات السلطة الفلسطينية في القدس، بالرغم من الإجراءات القمعية الشديدة التي تقوم بها شرطة الاحتلال.
وأكد أن هذه الاعتقالات وما سبقها وما سيلحقها لن تتسبب في ترهيب الروح الوطنية لدى أهالي عاصمة الدولة الفلسطينية.
وطالب دلياني بالإفراج الفوري عن المعتقلين المقدسيين، لافتاً إلى أن هذه الاعتقالات تُشكل خرقاً واضحاً للقوانين والمواثيق الدولية كغيرها من الاعتقالات لأسباب سياسية.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت فجر الأحد محافظ القدس عدنان غيث، بعد اقتحام منزله في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وقامت بتمديد اعتقاله حتى يوم الخميس القادم.
كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال 32 فلسطينيًا من سكان شرقي القدس فجر أمس، ممن اعتبرتهم من “أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية”، بزعم مخالفتهم لـ “قانون دولة إسرائيل” في تجنيدهم من قبل السلطة في صفوف القوات التابعة لها، كما تم تمديد اعتقالهم جميعاً لاستكمال التحقيق معهم.
وجاءت هذه الحملة، عقب الوقفة الاحتجاجية التي قام بها المقدسيون في شارع صلاح الدين مساء الأحد، وقامت بفضّها الشرطة الإسرائيلية بالقوة، احتجاجًا على اعتقال المحافظ وتمديده، وتضامنًا معه.