الاربعاء 05 ديسمبر 2018 15:17 م بتوقيت القدس
تمكن العلماء من تطوير اختبار دم يمكن أن يخبر المرضى عما إذا كانوا يعانون من أي نوع من السرطان في غضون 10 دقائق فقط.
وما يزال الاختبار في مرحلة التطوير، ولكن إذا ما تم طرحه، فإنه سيكون بمثابة تغيير كبير في طريقة فحص السرطان، وسيجعله أمرا سهلا ورخيصا على المرضى والأطباء لتشخيص المرض.
وتتضمن الطريقة الجديدة استخدام سائل يتغير لونه ليكشف عن وجود الخلايا الخبيثة في أي مكان في الجسم، ويعرض النتائج في غضون 10 دقائق، إلا أنه لا يكشف عن مكان الإصابة ومدى حدتها.
ويمتلك الاختبار درجة حساسية تبلغ حوالي 90%، وهذا يعني أنه سيتمكن من اكتشاف 90 حالة من أصل 100 إصابة بالسرطان، وعندئذ سيكون الأطباء قادرين على إجراء المزيد من الاختبارات لتشخيص النوع المحدد من المرض الخبيث، ومرحلته.
واكتشف العلماء أن الحمض النووي للسرطان والحمض النووي العادي، يلتصقان بالمعادن بشكل مختلف، ويتصرفان بشكل مختلف في الماء، لذلك أضاف العلماء جسيمات صغيرة من الذهب إلى الماء، ما يحول السائل إلى اللون الوردي.
وإذا تم إسقاط الحمض النووي للسرطان في الماء، فإنه يلتصق بالجزيئات المعدنية ويظل الماء باللون نفسه، لكن الحمض النووي العادي (الصحي) يلتصق بالذهب بطريقة مختلفة، ما يحول لون الماء إلى الأزرق.
وقاد هذه الدراسة مات تراو، أستاذ الكيمياء في جامعة كوينزلاند في أستراليا، وقال: "بالتأكيد لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هذا هو الكأس المقدسة لتشخيص جميع السرطانات، ولكن يبدو الاختبار مثيرا للاهتمام حقا، باعتباره بسيطا بشكل لا يصدق، وكونه تكنولوجيا سهلة المنال وغير مكلفة، لا تتطلب معدات معقدة في المختبر مثل تسلسل الحمض النووي".
وأضافت الباحثة في جامعة كوينزلاند، لورا كاراسكوزا: "قد تكون تقنيتنا أداة تحر لإبلاغ الأطباء بأن المريض قد يكون مصابا بالسرطان، ولكنها تتطلب اختبارات لاحقة باستخدام تقنيات أخرى لتحديد نوع السرطان ومرحلته".
ويعمل العلماء الآن على إجراء تجارب سريرية على المرضى الذين لديهم نطاق أوسع من أنواع السرطان، ويمكن أن يكون الحمض النووي في الخلايا السرطانية مليئا بالطفرات التي تحفز نمو ورم محدد، ولكن هذه الطفرات تميل إلى الاختلاف اعتمادا على نوع السرطان، ولن يكون اختبار السرطان العالمي دقيقا بما فيه الكفاية لتحديد موقع أو حجم الورم، ولكنه سيعطي الأطباء إجابة سريعة عما إذا كان المريض مصابا بالسرطان أم لا.
وقال غيد برادي، من معهد مانشستر لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "يمثل هذا النهج خطوة مثيرة للتحرك إلى الأمام في الكشف عن الحمض النووي للورم في عينات الدم، ويفتح إمكانية إجراء اختبار دم معمم للكشف عن السرطان". لكنه أكد الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات السريرية لتقييم الاحتمالات الكاملة لهذه الطريقة. وقد تم حتى الآن إجراء الاختبار على 200 عينة دم فقط لتحديد الحمض النووي السليم أو السرطاني.