الجمعة 14 ديسمبر 2018 12:18 م بتوقيت القدس
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس لدى استقباله صباح اليوم الجمعة وفدا كنسيا أمريكيا بأننا لا نعترف بما يسمى " المسيحية الصهيونية " وهذا المصطلح ليس موجودا في قاموسنا الكنسي المسيحي .
وقد ضم الوفد عددا من رجال الدين المسيحي من الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية في أمريكا المناصرين للقضية الفلسطينية والذين وصلوا الى الأراضي المقدسة عشية بدء الاحتفالات الميلادية المجيدة بهدف الاعراب عن تضامنهم وتعاطفهم مع شعبنا الفلسطيني ومع الحضور المسيحي العريق في فلسطين .
وقد رحب سيادة المطران بالوفد لدى استقباله في كنيسة القيامة كما ورحب بزيارتهم شاكرا إياهم على مواقفهم النبيلة ومؤكدا ضرورة التصدي للتيار المتصهين في أمريكا والذي يدعي المسيحية زورا وبهتانا ولكن هؤلاء لا علاقة لهم بالمسيحية وقيمها لا من قريب ولا من بعيد .
ان هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم صفة المسيحيين الصهاينة او الانجيليين الصهاينة انما هم في الواقع دكاكين مسخرة في خدمة المشروع الصهيوني وما ينادون به لا علاقة له بالمسيحية وعقائدها ومبادئها ورسالتها .
ان هؤلاء يفسرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم وتفسيراتهم لها بعد سياسي بعيدا عن التفسيرات اللاهوتية الكنسية القويمة .
نعتقد بأن هذه الظاهرة الموجودة في أمريكا وفي غيرها من الأماكن انما هي ظاهرة مسيئة للكنيسة المسيحية ورسالتها في هذا العالم .
الكنيسة تحمل رسالة الانجيل ومن يقرأ الانجيل المقدس يرى ويلحظ بأن المخلص كان دوما منحازا للفقراء والمظلومين والمأسورين والمحتاجين والمتألمين والمرضى .
عشية الأعياد الميلادية المجيدة نؤكد بأن المسيحية انطلقت من بلادنا وارضنا هي مهد المسيحية وقد تباركت وتقدست بهذا الحدث الخلاصي ولذلك فإننا كأبناء للكنيسة الأولى نؤكد رفضنا واستنكارنا وشجبنا لما تدعيه هذه الجماعات المتصهينة في أمريكا والتي تدعي انتماءها للمسيحية ولكنها في الواقع هي اقرب الى اليهودية الصهيونية ، وما تنادي به هذه المجموعات يتنافى ويتناقض وقيم الانجيل ورسالته في هذا العالم .
المسيحية الحقة تعلمنا ان يكون انحيازنا للمظلومين وليس للظالمين ومن آزر الظالمين في افعالهم وسياساتهم وممارساتهم لا يمكن ان يكون مسيحيا حقا.
المسيحية تحثنا على ان يكون انحيازنا للمظلومين والمشردين والمنكوبين والمحزونين .
لا نعترف بما يسمى " المسيحية الصهيونية " لان المسيحية هي ديانة المحبة بينما الصهيونية هي حركة عنصرية كانت سببا أساسيا من أسباب ما حل بشعبنا الفلسطيني من نكبات ونكسات ومظالم ما زلنا نعيش تبعاتها حتى اليوم.
الفلسطينيون يعيشون في ظل احتلال غاشم وقمع وظلم واضطهاد واستهداف لهم في كافة مفاصل حياتهم ، أما مدينة القدس فهي تتعرض لحملة غير مسبوقة هادفة لطمس معالمها وتزوير تاريخها وتهميش الحضور الفلسطيني فيها والاحتلال يقوم بسياساته هذه بدعم ومؤازرة من هذه الجماعات المتصهينة الموجودة في أمريكا كما وفي غيرها من الأماكن .
المسيحية الحقة تدعونا للدفاع عن حقوق الانسان ورفض العنصرية والقمع والظلم حيثما كانت واينما وجدت .
وما يحدث في فلسطين انما هو الظلم بعينه والعنصرية بعينها ولذلك فإننا نلتفت الى الكنائس المسيحية في العالم مطالبين إياها بأن تلتفت الى فلسطين ارض الميلاد والقيامة والتجسد والفداء ، نناشد الكنائس المسيحية في عالمنا شرقا وغربا بألا تتخلى عن مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والروحية تجاه ما يحدث في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص.
ان دفاعكم عن فلسطين وشعبها المظلوم هو دفاع عن المسيحية في مهدها ودفاع عن الحق والعدالة وانحياز لاعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني .
عشية الميلاد نطالب الكنائس المسيحية في عالمنا بألا تترك فلسطين وشعبها بل نطالب بموقف مسيحي عالمي مؤازر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومدافع عن الحضور المسيحي العريق المستهدف والمستباح في هذه الأرض المقدسة كما وفي هذا المشرق العربي .
كفانا ظلما وقتلا وعنفا وامتهانا للكرامة الإنسانية .
الفلسطينيون يريدون ان يعيشوا بحرية وسلام في وطنهم بعيدا عن الاسوار العنصرية والحواجز العسكرية وبعيدا عن البنادق التي توجه لصدور ابناءنا وتستهدف شبابنا كما انها تستهدف مدينة القدس وهويتها وتاريخها وفرادتها ومقدساتها واوقافها وانسانها.
قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية كما قدم بعض الاقتراحات العملية حول الدور المأمول من الكنائس المسيحية في أمريكا في التصدي لظاهرة ما يسمى " المسيحية الصهيونية " والعمل على دعم شعبنا في نضاله وكفاحه من اجل الحرية ، كما أجاب سيادته على عدد من الأسئلة والاستفسارات .