أقرّ المندوب الإسرائيليّ لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن إسرائيل فشلت في إقناع الولايات المتحدة بوقف دعمها للجيش اللبناني، قائلًا إنّها ترى فيه "هدفًا يمكن العمل معه"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "معاريف"، الجمعة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسيّ أن رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، سعى خلال لقائه الخاطف مع وزير الخارجيّة الأميركيّ، مايك بومبيو، مطلع الشهر الجاري، إلى إيقاف المعونات الأميركيّة للجيش اللبناني، وقالت إن مباحثات نتنياهو وبومبيو، التي جاءت ساعاتٍ قبل الإعلان الإسرائيليّ عن عملية "درع شمالي"، لم تقتصر على العمليّة نفسها، إنّما امتدّت لتطال الدعم الأميركي للجيش اللبناني.
وكشف مصدر إسرائيلي كبير للصحيفة إن إسرائيل تسعى منذ مدّة لـ"تجريم" الجيش اللبناني وإثبات أنه "يُشغّل من قبل ’حزب الله’ وبالتعاون معه"، إلا أن الولايات المتحدة لا زالت تموّل وتدرب الجنود اللبنانيين.
وفي إشارة خطيرة إلى مدى اختراق إسرائيل للجيش اللبناني، كشفت "معاريف" أن إسرائيل حوّلت للولايات المتحدة شهادات وملفات استخباراتيّة حول ضباط لبنانيين "تثبت خلالها أنهم ينفّذون تمامًا ما يطلبه ’حزب الله’ منهم"، لكنّ بومبيو، وفقًا للصحيفة، "يعتقد أنه من الممكن العمل مع أحد ما في لبنان".
ولفتت الصحيفة إن إسرائيل والولايات المتحدة منقسمتان حول دعم الجيش اللبناني "ومن الممكن أن يؤدي هذا الانقسام إلى الإضرار بالردع الإسرائيلي أمام حزب الله".
وقالت الصحيفة إن إسرائيل في أوضاع كالتي يوجد فيها "حزب الله"، من حيازة آلاف الصواريخ وعددٍ من صواريخ سكاد، يمكن أن تجد نفسها في مواجهة الجيش اللبناني الذي يحظى بدعمٍ أميركي.
ووفقًا للصحيفة، فرغم أن رئيس الحكومة الإسرائيليّة الأسبق، إيهود أولمرت، نفى الأسبوع الماضي أن تكون وزيرة الخارجية الأميركيّة السابقة، كونداليزا رايس، قد طلبت عدم إسقاط حكومة فؤاد السنيورة خلال العدوان على لبنان عام 2006، وأن ذلك أثر على عمل الجيش الإسرائيلي خلال العدوان، "إلا أن وزراء في حكومة أولمرت وضباط في الجيش الإسرائيلي يذكرون جيدًا التعليمات التي حدّدت جزءًا من القوة الإسرائيليّة في لبنان"؛ "ولكن، في الحرب المقبلة، إسرائيل مجبرة على التحرك سريعًا وبقوّة وبدون أيّة استثناءات أمام لبنان، من أجل التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار نتيجة لقوّة الرد (الإسرائيلي)".