قررت محكمة الصلح في القدس، الإثنين، أن الاعتداء على سائق الحافلة الفلسطيني في مستوطنة "موديعين عيليت"، الجمعة الماضي، حصل بسبب "خلاف بين سائقين وليس على خلفية عنصرية كما اشتبهت الشرطة بذلك"، رغم تأكيد السائق أنه تم الاعتداء عليه لكونه عربيا.
وكان سائق الحافلة، نضال الفقيه، وهو من مخيم شعفاط للاجئين، ويعمل سائقا في شركة "كافيم"، قد تعرض لاعتداء عنيف من قبل المستوطنين، وتم نقله إلى مستشفى "شعاريه تسيدك" في القدس، وهو مصاب بكسور في الأضلاع، إضافة إلى كسر في محجر العين.
وأكد السائق أن مستوطنين اثنين اعتديا عليه بالضرب بعد أن عاينا أنه عربي.
وخلال المداولات في المحكمة بشأن تمديد اعتقال مشتبه به بالاعتداء، رفضت المحكمة اعتبار الجريمة على خلفية عنصرية. وجاء في قرارها أنه لا يوجد شبهات تربط الاعتداء بالعنصرية، وأن الحديث عن خلاف بين سائقين.
وكانت الشرطة قد طلبت تمديد اعتقال المشتبه به بارتكاب الاعتداء لمدة أربعة أيام، إلا أن القاضية قررت الإفراج عنه وتحويله إلى الحبس المنزلي لمدة أربعة أيام.
ولم تكتف القاضية بذلك، بل وجهت انتقادات للشرطة بادعاء أن الاعتقال غير قانوني، بذريعة لا يوجد أمر اعتقال.
ورغم ادعاءات الشرطة بأنها اشتبهت بأن الحديث عن "حادث خطير يبرر اعتقال شخص بدون أمر اعتقال"، إلا أن القاضية رفضت ذلك.
وفي أعقاب ذلك، طلبت الشرطة تأجيل تنفيذ القرار، وإبقاء المشتبه به رهن الاعتقال، وذلك بهدف تقديم استئناف على القرار إلى المحكمة المركزية يوم غد، الثلاثاء.
وكان السائق قد أكد أنه بينما كان في طريقه من القدس إلى مستوطنة "موديعين عيليت" فوجئ بمركبة تقف على مسار المواصلات العمومية. وعندما طلب من سائق المركبة التحرك من المسار، ترجل الركاب من المركبة، وصعدوا إلى الحافلة، ونفذوا الاعتداء على السائق.
يذكر في هذا السياق، أن قافلة تتألف من عشرات الحافلات توجهت من "موديعين" إلى القدس احتجاجا على العنف ضد سائقي الحافلات. وأطلق السائقون الصافرات، بينما كانوا يحملون شعارات تدين العنف ضد جمهور السائقين.