الخميس 27 ديسمبر 2018 08:01 م بتوقيت القدس
بسبب البرد القارس الذي يداهم خيامهم بحلول فصل الشتاء، يسعى النازحون السوريون في المخيمات المنتشرة في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، إلى تدفئة أنفسهم من خلال إحراق مواد بلاستيكية، الأمر الذي يؤثر على صحتهم ويجعلهم عرضة في هذا الوضع للإصابة بأمراض السرطان.
وتبقى صحة النازحين وأطفالهم في خطر بسبب الأضرار الناجمة عن الأبخرة والغازات المتصاعدة من احتراق هذه المواد البلاستيكية، ولا يخفى ضررها على الجهاز التنفسي، فضلا عن تسببها بأمراض سرطانية.
وبعد أن انتهت معارك كثيرة في سورية باتفاقات تقضي برحيل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى إدلب، باتت المحافظة ومحيطها وصولا إلى الحدود التركية، مُستَقرا لنحو 3 ملايين نسمة بحسب تقديرات أممية.
وتحتضن المخيمات المنتشرة على طول الحدود آلاف النازحين، الذين لم تتمكن وكالات الإغاثة من توفير سوى 20% من حاجتهم من مواد التدفئة مع دخول فصل الشتاء.
وقالت أم أحمد، وهي إحدى النازحات، إن "الغازات المتصاعدة أثناء احتراق المواد البلاستيكية تؤثر سلبا على صحتنا، وغالبا ما نعاني أمراض الصدر والرئتين".
وأضافت أنه "نقضي أيامنا في المشافي وبحثا عن الأدوية. ونحن مضطرون إلى اللجوء إلى هذه المواد. يصعب علينا توفير الخشب أو الديزل كبديل، وإن وجدا لا نملك الثمن. ومرارا كنا عرضة للحروق".
بدوره قال أحمد أبو سليمان، وهو نازح آخر يقيم في مخيم، إنه "يخرج الأطفال والفتية لجمع أكياس النايلون والمواد البلاستيكية والكرتون والنايلون والمطاط (..) نعم في الأمر مشقة وخطر، لكن أفضل من الموت بردا".
وحول مخاطر حرق المواد البلاستيكية على صحة النازحين، قال الطبيب عبد الله عموري "إنها من الأسباب الرئيسة لانتشار الأمراض بين النساء الحوامل، وتسفر أحيانا عن ولادة أطفال يعانون عاهات خلقية".
وأضاف عموري أنه "ينتج عن اشتعال هذه المواد مركبات سامة وضارة للبيئة وللصحة العامة، وتؤدي إلى إصابة الإنسان بضعف المقاومة بشكل عام، فضلا عن أمراض خطيرة مثل سرطانات الكبد والدماغ والرئة".