الثلاثاء 08 يناير 2019 08:43 م بتوقيت القدس
عملت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، على مدار العامين المنصرمين، على تقوية العلاقات الإسرائيلية السعودية، إلى حد قالت فيه الصحافية الأميركية، كارين إليوت هاوس: "لا تستغربوا من قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بزيارة الرياض للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، قريبا".
وأشارت الصحافية في مقالها الذي نشرته، مساء أمس الأحد، في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إلى أن بن سلمان يتوق إلى قلب صفحة جريمة اغتيال الصحافي، جمال خاشقجي، ويبدو أن رحلة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، صُممت من أجل خاتمة درامية من بطولة ولي العهد.
وشددت هاوس على أن المسؤولين الأميركيين جاهزون لسيناريو يلتقي فيه نتنياهو ببن سلمان، حيث أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، هبط في إسرائيل، السبت الماضي، ومن المزمع أن يصل بومبيو إلى العاصمة الأردنية، الأربعاء المُقبل، في إطار زيارة مرتقبة لثماني عواصم عربية خلال أيام معدودة، وسيزور الرياض الأسبوع القادم.
تهدف زيارة بومبيو إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة تقود تحالفا واسعا ضد إيران، بعيدا عن أزمات الشرق الأوسط.
وذكرت هاوس أن العناصر الأساسية في هذا التحالف هي إسرائيل والسعودية، اللتان تتشاركان خوفهما من التوسع الإيراني، وهما أقرب حليفتين للولايات المتحدة في المنطقة. مشددة على أنهما حافظتا على اتصالات غير رسمية ولكن ليست سرية، وتبادلتا المعلومات عن "عدوهم المشترك".
وبعد أن عرضت الصحافية هذا التلخيص المُقتضب للعلاقة بين السعودية وإسرائيل، تساءلت هاوس، لماذا لا تُصبح هذه الزيارات على المستوى الرسمي؟
وقالت إن لقاء يجمع بن سلمان ونتنياهو، سوف يكون بمثابة "تتويج" لمساعي إدارة ترامب في عزل إيران وحصرها.
ولفتت إلى أن اللامبالاة العربية الرسمية تجاه نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة العام الماضي، أعطت بن سلمان الثقة الكافية، للإفصاح عن علاقته بإسرائيل بشكل رسمي، "في الوقت المناسب".
وشددت هاوس على أنه على المستوى السياسي، "فمن المؤكد" أن خطوة كهذه سوف تجذب اهتمام الرأي العام والإعلام، وستحيده عن المشاكل التي تحوم حول القادة الثلاثة المعنيين بها.
فبالنسبة لترامب، سوف يكون ذلك بمثابة "استراحة" من تقديم حجج حول إغلاق الحكومة الأميركية، وقراره المفاجئ بانسحاب القوات الأميركية من سورية. أما بالنسبة لنتنياهو، فإن لقاء علنيا كهذا، سوف يكون إنجازا كبيرا بحجم اتفاقية "كامب ديفيد" مع الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، وقد يخفف من وطأة مشاكله السياسية الداخلية مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست.
أما بالنسبة لبن سلمان، فإن ذلك قد يمكنه من استعادة بعض من "بريقه الدولي"، الذي شوهه قتل خاشقجي، الذي يصر السعوديون على أن لا دور له في الاغتيال الذي نفذه أكثر المقربين منه.
وأشارت هاوس إلى أن الإفصاح العلني عن علاقة السعودية بإسرائيل، قد يكون خطيرا بالنسبة لبن سلمان (بخلاف نتنياهو وترامب)، حيث أن ذلك من شأنه أن يحفز معارضة "المتدينين" داخل السعودية، خصوصا دون "توضيح" مستقبل القدس المحتلة، لكن ذلك قد لا يعني شيئا بسبب القمع الشديد الذي يمارسه ضد المعارضة.