الاحد 27 يناير 2019 16:35 م بتوقيت القدس
أعراض الناس ليست سلعة يتاجر بها, كما أن الإصغاء إلى سماع الغيبة والنميمة من عالم الجبناء عبر التواصل الإجتماعي من أخطر الأشياء على تقوض روابط المجتمعات في هذه الأيام النكدة والعصيبة.
مما يؤسف ما نراه عبر التواصل الإجتماعي والتقنيات الحديثة بث ونشر إشاعات تخلف وراءها حرب لها بداية دون نهاية .
لقد أسهمت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في دب الفتنة للنيل من أعراض الناس وأصبحت داء متفشيا" في جميع المجالس الخاصة وباتت ظاهرة مقلقة بين ذوي القربى والأصحاب , وهنا تشتد الخطورة لأنها تسيء إلى النسيج الإجتماعي وتعزز من الفرقة بين أفراد المجتمع.
هذا الأمر الخطير يمارسه البعض عبر منصات التواصل الإجتماعي التي أتاحت فرصا" كثيرة في إنتشار ظاهرة القذف بأعراض الناس بما ليس فيهم , وقد يكون سبب ذلك التشويه في سمعة شخص أو عائلة لمجرد خلاف شخصي.
هل يوجد شيء في الدنيا يساوي أن نصل إلى هذا الحال ؟ هل أصبح التشهير بالناس شيئا" عاديا" لهذه الدرجة رغم خطورة الأمر؟
كل هذه الأمور تأتي بمخاطر كبيرة على المجتمع ليتزعزع الأمن والإستقرار لأن مجتمعاتنا تميل إلى تصديق الخبر ببدايته ومن الصعب أن تنساه حتى لو إتضح أنه خبر لا صحة فيه ومجرد إشاعة كاذبة.
من السخافة أن نزكي أنفسنا ونتزين بمكارم الأخلاق وفي المقابل نغتاب إخواننا وننشر كل صغيرة وكبيرة من فيديو أو صور إلى أكبر عدد من الناس ليعم الخبر الفاضح.
حتى لو إفترضنا أن ما تم نشره من خوض في أعراض الناس صحيح , أين الستر ؟ أليس الله يحب الستر ؟ أنت با من تخوض في أعراض الناس وتنشرها وتهتك سترهم , هل أنت خالٍ من العيوب ؟ ألا تعلم أن من يتبع عورات الناس فإن الله يفضحه في عقر بيته؟
أُّحَذِّرُ نفسي أولا" وأحذركم من أن نقع في خطورة نشر الفتنة .
والله من وراء القصد.