السبت 09 فبراير 2019 17:03 م بتوقيت القدس
توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن إحياء الذكرة السنوية الأربعين لاندلاع الثورة الإيرانية في العام 1979، وتبعاتها على الداخل الإيراني، ونتائجها على السلوك السياسي لإيران في الإقليم والعالم.
وذكر المستشرق الإسرائيلي، رونين كوهين، أن “مرور أربعة عقود على هذه الثورة يجسد انكسار حلم الخميني في ظل وجود دعوات داخلية لإحياء ثورة معاكسة، لكنها فشلت، على اعتبار أن كل تيار منها يتحدث باسمه الشخصي، دون وجود ناظم يواجه النظام القائم”.
وأضاف في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “أربعين عاما مرت لم تشهد نجاح أي حركات ثورية داخلية بإسقاط نظام آيات الله، رغم أنه يظهر خطيرا وفاسدا وغير مجد، ولم يسفر عن تطورات كبيرة إيجابية داخل إيران، بل استجلب غضبا عالميا بسبب نواياه في التحول لدولة نووية، ودعواته للقضاء على إسرائيل، وفي المقابل العمل ضد دول عربية سنية قد تشكل خطرا على إيران”.
وأشار كوهين، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط ومركز آسيا بجامعة أريئيل الاستيطانية بالضفة الغربية، أن “هناك الكثير من الحركات الثورية داخل إيران التي تدعو لإسقاط النظام الإيراني الحاكم اليوم، لكنها مشتتة، وينظر بعض الإيرانيين إليها على أنها عميلة كالطابور الخامس لا تحظى بدعم شعبي إيراني، ومع الوقت تبددت قدراتها وإمكانياتها”.
واستدرك بالقول إنه “في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ظهر الرئيسان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي كوجه جديد للنظام الإيراني في محاولة للتصالح مع الغرب، وإعطاء صورة أفضل عن الصورة النمطية عن إيران من خلال حديث وسلوك براغماتي إصلاحي تساعد بلادهم على دخول القرن الحادي والعشرين، لكن ذلك لم يجد نفعاً”.
وأوضح أنه “في العام 2005، وخشية على السمت الإسلامي للثورة الإيرانية، ومخافة انهيارها، تم إحضار الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أعاد الصورة الدينية المتزمتة إلى شوارع طهران، وإفهام المجتمع الدولي أن إيران ليست في طريقها للتغيير، بل ربما للتطرف أكثر، أما الرئيس الحالي حسن روحاني فيحاول الجمع بين التيارين، إن صح التعبير”.
وأشار أن “فشل الحركات الثورية الإيرانية جاء طوال هذه السنوات الماضية لأنها لم تقدم للشعب الإيراني أيديولوجيا واضحة قابلة للفهم والتطبيق على الأرض، تستطيع مواجهة الأيديولوجية التي رفعها الخميني منذ بداية الثورة حين أعلن “لا شرقية ولا غربية.. إسلامية إسلامية”، وهو شعار أراد من خلاله أن يوضح أن سبب مشاكل إيران هو بعدها عن الدين”.
وأكد أن “دخول الثورة الإيرانية عقدها الخامس لا يظهر من يعارضها بقوة سوى مجاهدي خلق وابن الشاه الذي يتنعم في أموال أبيه بحياة فارهة في لوس أنجلوس، وهما يحملان كرها كبيرا للنظام الحاكم، ويسعيان لأن يكونا البديل القادم له، دون جدوى”.
وأشار إلى “ما تشهده إيران في هذه الذكرى السنوية من تغيرات ملموسة لدى الشعب الإيراني، فقد بدأ النظام بإحداث إصلاحات داخلية دون أن يعلن عنها، لكن المواطن الإيراني يراها سلوكا قائما على الأرض، الإيرانيون لا يريدون مجاهدي خلق، ولا ابن الشاه، ولا أي طرف يأتي من الخارج، بل يريد إصلاحات داخلية من النظام ذاته”.
وكشف أن “المجتمع الإيراني يعيش تطورات لم تكن قبل سنوات قليلة، ومن ذلك إجراء عمليات تجميل للسيدات، بما يخالف الفقه الشيعي المحافظ، وعمليات تغيير الجنس، حتى إن أغطية الرأس للنساء باتت بألوان مختلفة وزاهية، واستطعن التقدم بطلبات الطلاق والخلع، وهن يتعلمن أكثر من الرجال في الجامعات، ويحصلن على مواقع عمل كانت في السابق محصورة على الرجال فقط، كما أن تواجدهن في البرلمان آخذ بالتزايد”.
وختم بالقول: “إنني لو كنت إيرانيا لفكرت أكثر من مرة قبل الخروج في ثورة داخلية، لأن الثورات في الشرق الأسط تأتي بظروف أكثر سوءا، وقد رأى الإيرانيون ذلك منذ 2011 ماذا حصل في دول المنطقة التي شهدت هذه الثورات، لكنهم يسعون لأن يكون التغيير من الداخل، رغم أن الإسرائيليين وسواهم يبحثون عن الأحداث الدراماتيكية”.