الجزيرة- تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي اليوم الأحد في مستهل القمة الثانية والثلاثين للاتحاد، ودعا في كلمته إلى مكافحة الإرهاب وتحديد داعميه ومموليه، وتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية، بحسب تعبيره.

وبدأت أعمال القمة صباح اليوم في مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت شعار "نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا". وتسلم السيسي أول رئاسة دورية مصرية للاتحاد الأفريقي الذي تأسس عام 2002 بديلا لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وقال في كلمته بعد تسلم الرئاسة من بول كاغامي رئيس رواندا، إنه يتولى هذه المهمة "في ظرف دولي وقاري دقيق، تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التي تواجه مفهوم الدولة الوطنية، في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب".

وأضاف في مقطع آخر من كلمته أن الإرهاب "يظل سرطانا خبيثا يسعى للتغلغل في أجساد الأوطان الأفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها. إن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم سويا في إطار جماعي وكاشف".

وشدد الرئيس المصري على "حتمية دحض سموم التطرف التي تُفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية".

وتمثل رئاسة السيسي للاتحاد الأفريقي مرحلة جديدة بعدما كان الاتحاد قد علق عضوية مصر عقب إطاحة السيسي بالرئيس محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور في يوليو/تموز 2013. وتراجع الاتحاد عن هذا التجميد بعد إصدار دستور جديد للبلاد وتنصيب السيسي رئيسا عام 2014.

وقد عبرت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة عن قلقها من تولي السيسي رئاسة دورة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، بالنظر إلى سجله في مجال حقوق الإنسان منذ توليه السلطة. وقالت المنظمة إن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي أن تضمن ألا تؤدي الرئاسة المصرية للاتحاد إلى تقويض آليات حقوق الإنسان فيه.

وقد احتفى الإعلام المصري المحلي بتسلم السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي باعتباره زعيما للقارة الأفريقية. وكتب مؤيدون للسيسي في شبكات التواصل الاجتماعي عن هذه المناسبة بوصف السيسي "رئيسا لأفريقيا"، وقال أحد المغردين "رفضوا الاعتراف به رئيسا لمصر 2013 فأصبح رئيسهم في 2019".

وأشار محرر الشؤون المصرية في قناة الجزيرة عبد الفتاح فايد إلى أن الاحتفاء الإعلامي يأتي في ظل تحديات محلية كثيرة يواجهها السيسي، ولا سيما في ظل مشروع التعديلات الدستورية الذي يثير اللغط في الشارع المصري، ويهدف لإطالة أمد حكم السيسي حتى عام 2034.

من ناحية أخرى، اختار أعضاء الاتحاد الأفريقي دولة جنوب أفريقيا لرئاسة الاتحاد عام 2020، عند انتهاء الرئاسة المصرية.

الكلمات الدلالية :