الثلاثاء 26 فبراير 2019 20:52 م بتوقيت القدس
التحق طلاب بالجامعات الجزائرية بالحراك الاحتجاجي الذي تشهده البلاد منذ أيام ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 أبريل/نيسان المقبل.
وشهدت عدة جامعات صباح اليوم الثلاثاء وقفات ومسيرات للطلاب رفُعت فيها شعارات ترفض ترشح بوتفليقة استجابة لدعوات للاحتجاج تم تداولها خلال الأيام الماضية عبر شبكات التواصل وفق صور وفيديوهات تناقلتها هذه الشبكات ووسائل إعلام محلية.
وحسب المصادر ذاتها، انطلقت الاحتجاجات في حرم جامعة “الجزائر المركزية” بالعاصمة ومقار كليات أخرى تتبع الجامعة ذاتها هي العلوم السياسية والطب والحقوق.
وخلال وقفات احتجاجية ردد الطلبة هتافات وشعارات معارضة، في مقدمتها “سلمية سلمية، لا للعهدة الخامسة”.
بينما تم إغلاق أبواب بعض الكليات لمنع خروج المحتجين خارج أسوارها وسط انتشار أمني كبير، دون تسجيل مواجهات.
كما توسعت رقعة الاحتجاجات إلى جامعات بولايات أخرى مجاورة للعاصمة مثل تيزو أوزو وبجاية والبويرة وبومرداس وتيبازة، إلى جانب سطيف وقسنطينة وباتنة ومسيلة ووهران وورقلة وأدرار.
وقبل أسبوعين، أعلنت قرابة عشر منظمات طلابية تنشط بالجامعات دعمها للولاية الخامسة لبوتفليقة خلال اجتماع مع مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال بالعاصمة الجزائر.
وفي 10 فبراير/شباط الجاري، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات المقبلة تلبية لمناشدات أنصاره، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على إصلاحات عميقة حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ومظاهرات شبه يومية ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، كان أكبرها مسيرات في أغلب الولايات شارك فيها مئات الآلاف الجمعة الماضية.
ويتوسع نطاق هذا الحراك يوما بعد يوم، حيث التحق به محامون نظموا وقفة احتجاجية بالعاصمة الاثنين، كما وقع أساتذة جامعات عريضة يعلنون فيها دعمهم للاحتجاجات، في وقت يتم تداول دعوات جديدة للتظاهر الشعبي الجمعة المقبلة.
وفي أول تصريح له عقب هذا الحراك، دعا بوتفليقة -في رسالة للجزائريين، الأحد-إلى الاستمرارية لتحقيق التقدم، وسط تمسك أنصاره من الموالاة بترشيحه. لكن المعارضين يدعمون الاحتجاجات ويطالبون السلطات بفهم رسائلهم قبل فوات الأوان.
من جانبه، ثمن رئيس الوزراء أحمد أويحيى -في تصريحات بمبنى البرلمان، الاثنين-سلمية المظاهرات الرافضة لترشح بوتفليقة، ودعا إلى اليقظة من انحرافها، لكنه أكد أن الانتخابات تفصل في مسألة استمرار الرئيس بالحكم.
يُذكر أن بوتفليقة غادر إلى جنيف السويسرية الأحد لإجراء فحوصات طبية روتينية، حسب الرئاسة. علما بأنه يحكم البلاد منذ 1999، وقد تعرض عام 2013 لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه.