الجمعة 01 مارس 2019 18:53 م بتوقيت القدس
التقى رئيس الاستخبارات السودانيّة، صلاح قوش، سرًّا، برئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، قبل أسبوعين، بحسب ما كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، اليوم، الجمعة.
ونقل الموقع عن "مصدر كبير" في الجيش السوداني، قوله إن اللقاء يأتي بتدبير من "حلفاء إسرائيل الخليجيين ضمن مساعي تصعيد قوش إلى سدّة الرئاسة، بعد إسقاط الرئيس السوداني، عمر البشير، من السلطة".
وقال المصدر العسكري السوداني إن اللقاء بين قوش وكوهين جاء بوساطة مصريّة، وبدعم خلفي إماراتي وسعودي.
ونقلت الصحيفة عن المصدر السوداني قوله إن السعودية والإمارات ومصر ترى أن قوش "رجلها" في السودان، لافتًا أن هناك "صراعًا على السلطة، خلف الكواليس، بعد أشهر من المظاهرات المناهضة لحكم البشير المستمر منذ ثلاثين عامًا"، وأن هناك "إجماعًا في الحزب الحاكم والجيش على أن البشير سيغادر الحكم... المعركة الآن على خلافته".
وأكّد متحدث باسم مؤتمر ميونيخ للأمن لموقع "ميدل إيست آي" أن قوش وكوهين شاركا في المؤتمر هذا العام، دون أن يؤكّد لقاءهما على هامشه.
وأضاف المصدر العسكريّ أن البشير "لم يكن على دراية" بالاجتماع الذي وصفته بـ"غير المتوّقع" بين كوهين وقوش، قائلًا إن هدفه هو الإضاءة على قوش بوصفه خليفةً محتملًا للبشير، بالإضافة إلى السعي للحصول على دعم إسرائيل لتحصيل دعم أميركي للخطّة.
ورغم ادّعاء المصدر العسكري أن البشير "لم يكن على دراية" إلا أنّ مسؤولين سودانيين التقوا بمسؤولين في الموساد أكثر من مرّة، إحداها في مدينة إسطنبول التركية، العام الماضي، بالإضافة إلى سماح الخرطوم لطائرة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بالمرور بأجواء جنوب السودان بعد عودته من زيارة إلى تشاد، مؤخرًا.
وأشارت تسريبات صحافية غربية إلى أن البشير يتّجه إلى تكليف قوش برئاسة الحكومة، وهو الذي شكّلت عودته لجهاز المخابرات بعد إقالته عام 2009، مفاجأةً كبيرة، مع اتهامه بالسعي للإطاحة بالبشير عام 2012، وبمحاولة اغتيال الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، عام 1996.
ويعتبر قوش من أكثر المقرّبين للولايات المتحدة الأميركيّة، وكان لجهاز المخابرات السودانيّة، الذي رأسه قوش، دور بارز في تعقّب مقاتلي تنظيم القاعدة، الذي عاش زعيمه، أسامة بن لادن، فترةً من عمره في السودان.
وفي العام 2005، قال مسؤول في وزارة الخارجيّة الأميركيّة لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" إن المعلومات التي وفرّتها المخابرات السودانية بخصوص القاعدة كانت "مهمة، عملية، ومحدثة".