الاثنين 11 مارس 2019 11:50 م بتوقيت القدس
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نرفض رفضا قاطعا واكيدا ما يسمى (بالسلام الاقتصادي) كما اننا نرفض مقايضة الحقوق الوطنية الفلسطينية بالمال السياسي .
ان ما يسمى (بالسلام الاقتصادي) انما يندرج في اطار المساعي المشبوهة لتمرير صفقة القرن المشؤومة والتي هدفها هو تصفية القضية الفلسطينية وسرقة مدينة القدس بشكل كلي .
الفلسطينيون بغالبيتهم الساحقة يرفضون اية صفقات او مشاريع مشبوهة على حساب ثوابتنا الوطنية وعلى حساب قضية شعبنا العادلة .
فالقضية الفلسطينية ليست قضية مطروحة في مزاد علني لكي يتاجر بها هذا او ذاك من الاشخاص ، فالقضية الفلسطينية هي قضية شعب قدم التضحيات الجسام وما زال يقدم وهذه التضحيات لن تذهب هدرا وثمرتها ستكون الحرية والانعتاق من الاحتلال وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .
لقد قلنا وما زلنا نقول بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولكن هذه المنظمة تحتاج الى اصلاحات جذرية وذلك بناء على قاعدة التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية الغير قابلة للمقايضة .
وفي الوقت الذي فيه نؤكد على اهمية اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فنحن نرفض ان يقوم احد بتنصيب نفسه بديلا عن هذه المنظمة كما نرفض اية محاولات هادفة للنيل من مكانة هذه المنظمة والتي وان كنا نطالب باصلاحها الا اننا متمسكين بها وسنبقى.
ان شعبنا الفلسطيني يتحلى بالوعي والحكمة والمسؤولية والرصانة والوطنية الحقة ولن تنطلي على هذا الشعب اية مشاريع مشبوهة نسمع عنها بين الفينة والاخرى .
نقف الى جانب كل مبادرة هادفة للدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية في اي مكان في هذا العالم ونطالب الجاليات الفلسطينية بضرورة ان تُفعل نشاطاتها وان تعمل من اجل الوحدة والتضامن والتعاون المشترك دفاعا عن القضية الفلسطينية العادلة المستهدفة اليوم اكثر من اي وقت مضى .
اما مدينة القدس فلها رب يحميها ولها شعب يدافع عنها ومهما اشتدت حدة المؤامرات والمخططات الهادفة للنيل من هوية مدينتنا المقدسة فستبقى القدس لاهلها عاصمة لفلسطين وعاصمة روحية ووطنية لشعبنا وقبلة للاحرار ومدينة للسلام والمحبة .
نوجه التحية لاخوتنا القابضين على الجمر في باحات الاقصى والذين يدافعون عن هذا المكان المقدس الذي تستهدفه سلطات الاحتلال بوسائل متنوعة ومختلفة ونحن في القدس كنا وسنبقى شعبا فلسطينيا واحدا مسيحيين ومسلمين ندافع عن مدينتنا وعن حقوقنا وعن مقدساتنا واوقافنا الاسلامية والمسيحية.
لن تتمكن اية قوة غاشمة في هذا العالم من تمرير صفقة القرن كما وغيرها من الصفقات والمشاريع المشبوهة التي سوف تتحطم بوعي وحكمة ورصانة ووطنية شعبنا الفلسطيني .
أما نحن فلم ولن نكون في اي يوم من الايام جزءا من حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي ، ونحن نرفض الانقسامات ونطالب بترتيب الاوضاع الداخلية في البيت الفلسطيني فكم نحن بحاجة الى الوحدة والاخوة والتضامن ونبذ الانقسامات والتصدعات الداخلية في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة التي نمر بها .
لن نكون جزءا من حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي ونسعى دوما لكي تكون علاقاتنا طيبة مع الجميع لاننا نؤمن بأن فلسطين هي وطن للكل الفلسطيني وليس لجماعة دون الاخرى .
فلسطين بحاجة الى وحدة ابنائها في هذه الظروف العصيبة وهي بحاجة لكي نكون كفلسطينيين على قدر كبير من الوعي والحكمة والصدق في هذا الزمن الرديء الذي اصبحت فيه الخيانة وجهة نظر والعمالة رأي شخصي .
لست من اولئك الذين ينتمون الى فصيل او حزب سياسي ولم اكن كذلك في اي يوم من الايام ، كما انني لست مرتبطا بأية اجندة سياسية او اشخاص فأنا لست تابعا لاشخاص واحزاب وتيارات سياسية موجودة في الساحة الفلسطينية فانتمائي هو لفلسطين وفقط لفلسطين ، وموقفنا ثابت لا يتبدل ولا يتغير رغما عن كل الضغوطات والابتزازات التي تعرضنا لها .
مورست علينا كثير من الضغوطات وقدمت لنا الكثير من الاغراءات ولكننا رفضناها كلها لاننا نؤمن اولا بعدالة القضية الفلسطينية وانتماءنا كان وسيبقى لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وانتماء وهوية وثوابت وطنية .
لن نكون اداة في يد احد ولن نكون في جيب احد وان كنا نحب الجميع ونحترم الجميع ولكننا نرفض ان يملي علينا احد ما هو الموقف الذي يجب ان نعبر عنه وما هي الرسالة التي يجب ان ننادي بها .
نفتخر بانتماءنا للقدس ونفتخر باننا ننتمي الى اقدم واعرق حضور مسيحي في هذا العالم كما اننا مخلصون لانتماءنا العربي ولهويتنا الوطنية الفلسطينية والتي سنبقى متمسكين ومتشبثين بها فهي التي تعبر عن كياننا وتاريخنا وتراثنا واصالة وجودنا في هذه البقعة المقدسة من العالم .