السبت 16 مارس 2019 20:29 م بتوقيت القدس
تظاهر محتجو حركة "السترات الصفراء"، اليوم السبت، للأسبوع الثامن عشر على التوالي احتجاجًا على السياسة الضريبية والاجتماعية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في عددٍ من المدن الفرنسية، أبرزها العاصمة باريس.
وفضّت قوات الأمن الفرنسية التظاهرات بالقوّة، واعتدت على المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
ووقعت الصدامات الأولى في جادة الشانزليزيه في باريس، التي انتشرت فيها قوات الأمن بكثافة، احتجاجا على سياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية.
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة باريس ديدرو، وأحد مؤسسي مرصد المجتمع والاستهلاك، فيليب مواتي "إنهم بالنتيجة عينة تمثيلية عن السكان الفرنسيين".
وإذا كانت نسبة المشاركة في تظاهرات السترات الصفراء قد تراجعت مع مرور الوقت، فإن نسبة تأييد الفرنسيين لها تبقى مرتفعة.
وحسب دراسة مرصد المجتمع والاستهلاك فإن 49% من السكان يعتبرون أنفسهم من "السترات الصفراء"، أو شاركوا بالفعل في الاحتجاجات، وهناك 11% لا يقولون إنهم من "السترات الصفراء" لكنهم يلتقون مع ما تطرحه.
ويقول فيليب مواتي في هذا الصدد "هناك 60% من السكان بدرجات مختلفة يؤيدون هذه الحركة"، معتبرًا "أن المخفي أعظم من جبل الجليد" الذي تمثله السترات الصفراء.
وتقول مؤسسة "إيفوب" الفرنسية لاستطلاع الرأي "مع أن هذه الحركة تحظى بدعم متنوع، فإن فرنسا ’السترات الصفراء’ تضم بشكل أساسي حملة الشهادات البسيطة وسكان ضواحي المدن".
كما كشف عمل المرصد أن 43% من الذين شملهم الاستطلاع لا يجدون أنفسهم في أي من الأحزاب السياسية الفرنسية.
وبدا من أجوبة الذين استطلعت آراؤهم أن تراجع القيمة الشرائية هو المحرك الأساسي للمتظاهرين، الذي يدفعهم إلى الشكوى من غياب العدالة الاجتماعية.
أما أبرز المطالب، حسب دراسة المرصد، فهي العمل على رفع القيمة الشرائية للفرنسيين، خفض رواتب كبار المسؤولين والموظفين، خفض الرسوم على المحروقات، زيادة الحد الأدنى للأجور، إعادة العمل بالضريبة على الثروة.
وإضافة إلى الحذر الشديد من الهيئات السياسية والاقتصادية والإعلامية القائمة في فرنسا، فإن غالبية المشاركين في تحركات السترات الصفراء كشفوا عن تشاؤم كبير إزاء مستقبل الأجيال المقبلة، ويشككون بفوائد النمو الاقتصادي، ويخشون العولمة.