الجمعة 22 مارس 2019 13:49 م بتوقيت القدس
تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره في جنيف، اليوم الجمعة، تقرير "اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب باستهدافها المدنيين المشاركين في مسيرات العودة عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة. وأيد القرار 23 دولة عضو في المجلس، وعارضته 8 دول، فيما امتنعت 15 دولة عن التصويت. وكانت إسبانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي أيدت القرار.
والدول التي أيدت القرار هي: أفغانستان، أنغولا، البحرين، بنغلاديش، بوركينا فاسو، تشيلي، الصين، كوبا، مصر، إريتريا، العراق، المكسيك، نيجيريا، باكستان، بيرو، الفليبين، قطر، السعودية، السنغال، الصومال، جنوب أفريقيا، إسبانيا وتونس.
وصوتت ضد القرار كل من النمسا، أستراليا، البرازيل، بلغاريا، التشيك، فيجي، هنغاريا وأوكرانيا. وامتنعت الدول التالية عن التصويت: الأرجنتين، جزر البهاما، كرواتيا، الدنمرك، الكونغو، آيسلندا، الهند، إيطاليا، اليابان، نيبال، رواندا، سلوفاكيا، التوغو، بريطانيا وأورغواي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل ومنظمات يهودية شنت، في الأسابيع الماضية، حملة من أجل منع صدور قرار عن مجلس حقوق الإنسان لتبني تقرير اللجنة. وأثار القرار غضبا في إسرائيل، وخاصة ضد إسبانيا بسبب تأييدها القرار، وهو ما وصفه الإسرائيليون بـ"الخيانة". ويرجح استدعاء الخارجية الإسرائيلية لسفير إسبانيا في تل أبيب لتقديم احتجاج.
وكانت اللجنة الدولية أكدت لدى نشرها تقريرها، في 28 شباط/فبراير الفائت، على وجود أدلة على ارتكاب إسرائيل "جرائم ضد الإنسانية" في قمعها لمسيرات العودة عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، العام الماضي، وشددت على أن قناصة إسرائيليين استهدفوا أشخاصا كان يظهر بوضوح أنهم أطفال وعاملون طبيون وصحافيون.
وصرح رئيس اللجنة، سانتياغو كانتون، أن "الجنود الإسرائيليين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني. وتشكل بعض هذه الانتهاكات جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية ويجب على إسرائيل التحقيق فيها فورا".
وحققت اللجنة، التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في الانتهاكات الإسرائيلية منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة في 30 آذار/مارس حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2018.
وأكد تقرير اللجنة على أن "قناصة عسكريين أطلقوا النار على أكثر من ستة آلاف متظاهر أعزل أسبوعاً بعد أسبوع في مواقع التظاهرات". وأضافت أنها "وجدت أسباباً منطقية تدفع إلى الاعتقاد أن القناصة الإسرائيليين أطلقوا النار على صحافيين وعاملين صحيين وأطفال وأشخاص ذوي إعاقة".
وشدد التقرير على أن هناك أسبابا منطقية تدعو إلى الاعتقاد أن الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصابوا فلسطينيين "لم يكونوا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية أو يشكلون تهديدا وشيكا".
ورفض فريق الأمم المتحدة مزاعم إسرائيل أن التظاهرات كانت تهدف إلى إخفاء "أعمال إرهابية". وقال التقرير إن "التظاهرات كانت مدنية في طبيعتها، ولها أهداف سياسية محددة". وأضاف التقرير أنه "رغم عدد من أعمال العنف المحددة، فقد وجدت اللجنة أن التظاهرات لم تشكل حملات قتالية أو عسكرية".
وقالت اللجنة إنها أجرت 325 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان وغيرهم من المصادر، وراجعت أكثر من ثمانية آلاف وثيقة. واطّلع المحققون على صور التقطتها طائرات بدون طيار وغيرها من المواد السمعية البصرية، حسب اللجنة.
وقال التقرير إن "السلطات الإسرائيلية لم ترد على الطلبات المتكررة من اللجنة لتقديم المعلومات لها والسماح لها بالدخول إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية".