“أكثر من ثلاثمئة ألف امرأة تموت سنويا بسبب سرطان عنق الرحم، فيما تشخص امرأة واحدة بالمرض كل دقيقة”، هذا ما ذكرته إحصاءات “منظمة الصحة العالمية” التي أكدت أيضا أن تسع نساء -من بين كل عشر يمتن بهذا المرض- عادة ما يعشن في البلدان الفقيرة.
وهناك احتمالية زيادة نسبة الوفيات الناتجة من المرض إلى 50% بحلول عام 2040 إذا لم يتم اكتشافه مبكرا، علما بأن 75% من الحالات يمكن الوقاية منها في حال الخضوع لمسحة عنق الرحم كل خمس سنوات، لذا قررت بعض البلدان توحيد جهودها ضمن إطار البرنامج العالمي المشترك للأمم المتحدة للوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته.

ولأن من غير الصواب أن تموت النساء بسبب مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه، أطلقت هيئة الصحة العامة في إنجلترا (PHE) أول حملة تسويق وطنية لضرورة فحص عنق الرحم، خاصة أن الإحصاءات البريطانية أفادت بأن عدد النساء اللواتي يذهبن لفحص عنق الرحم قد انخفض.
فمن بين كل أربع سيدات عليهن الخضوع للفحص تتخلف امرأة أو اثنتان؛ ورغم ذلك يبلغ عدد من يتم تشخيصهن سنويا بالمرض في إنجلترا وحدها 2600 امرأة، يتوفى منهن 690 كل عام، بمعدل سيدتين يوميا تقريبا.

مكافحة السرطان تبدأ بحملة إعلانية
وفي محاولة جادة وذكية من القائمين على الحملة، تقرر التركيز على الإيجابيات، فبدلا من الترويج بأن سرطان عنق الرحم هو أكثر ثاني نوع سرطان منتشر بين الإناث، هدفت الحملة إلى بث التفاؤل عبر إعلان تلفزيوني يضم نساء حقيقيات يشكرن الأصدقاء والعائلة على تذكيرهن بحضور موعد الفحص، مؤكدات أن الفحص من شأنه إيقاف السرطان قبل أن يبدأ.

وذكرت مديرة التسويق في الهيئة شيلا ميتشل، أن اختيار التليفزيون لإطلاق الحملة، والتخطيط لنشر تلك الرسائل الإعلانية عبر منصات التواصل الاجتماعية المختلفة والقنوات الرقمية، جاء لأهمية مضمون الحملة ولضمان انتشارها من أجل زيادة الوعي النسائي خاصة لمن هم داخل الفئة العمرية 25-35.
المشاهير يدعمون الحملة بطريقة مبتكرة

وللوصول لأكبر قدر من النساء، سعت هيئة الصحة العامة بإنجلترا إلى عقد صفقات تهدف إلى ظهور الحملة في بعض المجلات الشهيرة، على رأسها: “كلوزر” و”غراتسيا”، بالإضافة إلى خطط أخرى تعتمد على دعم المشاهير.
ومن داعمي الحملة مقدمة البرامج التلفزيونية كريستين لامبارد التي أعربت عن سعادتها بما يجري، وذلك وفقا لما ذكر في مجلة “هيت” البريطانية. مؤكدة أنها لن تتجاهل دعوتها للفحص، والأهم أنها بصفتها أمّا فهي تنوي حث ابنتها على الفحص أيضا بمجرد بلوغها السن المناسبة.
خمس دقائق محرجة

أما الطبيبة البريطانية دون هاربر -وهي إحدى مقدمات برنامج تلفزيون الواقع الطبي “أجساد مخجلة” الحائز على جائزة “بافتا”- فشددت على أهمية الفحص وقدرته على إنقاذ حياة الآلاف كل عام.

كما أكدت أنها تدرك جيدا حجم التوتر والإحراج الذي يعتمر النساء المقبلات على الفحص، وكم لتلك التجربة أن تكون غير ممتعة، لكن ما يجب معرفته أنها لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، وأنها ليست على القدر المتوقع من السوء.
سيلفي أحمر الشفاه الملطخ

وفي طريقة مبتكرة لتعزيز الحملة، قامت بعض النجمات بالتقاط صورة ذاتية (سيلفي) بأحمر شفاه ملطخ على وجوههن لجذب الانتباه للحملة وتأكيد أهمية الخضوع للفحص، ومن ثم تداولن تلك الصور على منصات التواصل تحت وسم #SmearForSmear (امسحي لتمسحي)، وعلى كل صورة حرصن على كتابة معلومات توعوية عن سرطان عنق الرحم والإحصائيات المتعلقة به.
ولعل أشهر من فعل ذلك عارضة الأزياء الممثلة المغنية كارا ديليفين، والممثلة التلفزيونية جيسيكا فوكس، وعارضتا الأزياء تمارا إيكلستون ونيكولا ماكلين، ومقدمات البرامج التليفزيونية كلو مادلي وبيكي شيران وأنيتا راني، وغيرهن.

الكلمات الدلالية :