الاحد 24 مارس 2019 12:27 م بتوقيت القدس
أظهرت دراسة حديثة أنّ قراءة المقتطفات المختصرة من الأخبار عن الإنترنت، بدلًا من قراءة الأخبار والمقالات كاملةً، وخاصةً في شبكات التواصل الاجتماعي، ترفع من الثقة الزائدة للمستخدمين، إذ يبالغون في تقدير أنفسهم وثقافتهم ومعرفتهم بعد قراءة أخبار موجزة تعطيهم شعورًا بأنّهم يعرفون معلوماتٍ أكثر.
واعتمدت الدراسة على تجربة قسّم فيها المشاركون إلى 3 مجموعات، بحيث أعطيت كلّ منها أخبارًا بطريقة مختلفة، وقام جميع المشاركين بتعبئة استبيانات لقياس ما تمّ استيعابه خلال عمليات قراءة الأخبار، لرصد الفرق بين المجموعات الثلاث.
إذ طلب الباحثون من المجموعة الأولى قراءة مقال كامل عن الأغذية المعدلة وراثيًّا، فيما طلب من المجموعة الثانية تصفح "فيسبوك، أمّا المجموعة الثالثة، فلم يقرأ المشاركون ضمنها أي معلومات؛ ثمّ أعطي المشاركون 6 أسئلة، مع خمس إجابات يمكن التوصل إليها عبر قراءة المقال، بينما يمكن معرفة ثلاث منها من خلال الأخبار المختصرة على "فيسبوك"، وبعد ملء الاستبيانات، طُلِب من المشاركين تقدير عدد الإجابات الصحيحة لكلّ منهم.
وأظهرت النتائج أنّ المشاركين الذين قرؤوا الأخبار القصيرة أجابوا بإجابة واحدة صحيحة أكثر من أولئك الذين لم يقرؤوا شيئًا، بينما أجاب الذين قرؤوا المقال كاملًا بأكبر عدد من الإجابات الصحيحة؛ في المقابل، كان المشاركون الذين قرؤوا مختصر المقال فقط واثقين جدًّا من إجاباتهم ومدى معرفتهم، وخاصّةً العاطفيون منهم الذين كانوا أكثر إيمانًا بصحة فكرتهم بالرغم من عدم دقتها.
وخلص الباحثون في دراستهم إلى أنّ سبب التسرع والثقة المفرطة بالنفس التي ظهرت لدى المشاركين، تعود إلى رغبتهم المُلِحة في التأثير، خاصّةً أنّ من يحبون التأثير يميلون في العادة إلى الثقة بصحة مواقفهم.
كذلك، فقد أشارت الدراسة التي نشرت في مجلة "ساغي جورنال" العلمية، إلى أنّ مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي غالبًا ما يتبنّون آراءً حاسمة وثابتة مطابقة لمواقف أحزابهم، حتى عندما تتعارض مع قيمهم وأفكارهم الخاصة، ويكيلون بمكيالين عندما يقيّمون الأحزاب الأخرى.