كشف باحث حقوقي إسرائيلي أنه “حصل على وثائق رسمية تفيد بأن إسرائيل أخفت معلومات دقيقة عن المذابح الكبرى التي نفذت بعد الحرب العالمية الثانية، والتي نفذتها رواندا ضد قبائل التوتسي في أفريقيا قبل 25 عاما، وقتل فيها قرابة ثمانمئة ألف شخص خلال مئة يوم.
وقال المحامي إيتي ماك، في تحقيق مطول نشره موقع “محادثة محلية”، إنه “رغم تزايد المطالب المحلية والدولية، فما زالت إسرائيل تخفي علاقاتها مع النظام الرواندي الذي نفذ تلك المذابح، لكن التقارير المتلاحقة تؤكد أن إسرائيل دعمته عسكريا حين اندلعت الحرب الأهلية خلال عقود القرن العشرين”.
وأضاف: “حين بدأت حملات الإبادة الجماعية الرواندية ضد قبائل التوتسي تم ذلك باستخدام أسلحة إسرائيلية، شملت بنادق وذخيرة وقنابل، ما يؤكد أن علاقات البلدين تعود إلى سنوات السبعينات والستينات، وقد علمت إسرائيل بوجود مخاطر من سفك الدماء، ومع ذلك واصلت دعم الدكتاتورية القائمة هناك، وتسللت للمنظومة الأمنية في ذلك النظام”.
ممثل إسرائيل في رواندا، أرييه ليفين، قال إن “إسرائيل ساهمت ببناء الجهاز الأمني الرواندي، وحاولت تحقيق مكاسب سياسية من الإشكاليات القبلية والخصومات الاثنية الناشئة في تلك الدولة، وهي المرحلة التي أسست لحصول جريمة الإبادة الجماعية في سنوات التسعينات، ومن حينها بدأت إسرائيل تتسلل للمنظومات الحساسة في الدولة، وتمثلت في الخدمات الأمنية، وحركات الشبيبة، وزيارة ضباط روانديين إلى إسرائيل”.
وأكد أن “من الشخصيات الرواندية الهامة التي زارت إسرائيل وزير دفاعها، الذي اتفق على تلقي أسلحة إسرائيلية، حتى أن بعض الجنرالات الذين شاركوا في انقلابات عسكرية شهدتها تلك الدولة زاروا إسرائيل، وأثنوا على تجربتها العسكرية والأمنية”.
مستشار السفارة الإسرائيلية في واشنطن حنان بار-أون أكد أن “إسرائيل سعت للاستفادة من مشكلة رواندا الخاصة باللاجئين الفارين من الحروب آنذاك للحصول على دعمها في تصويت المحافل الدولية على قضية اللاجئين الفلسطينيين”.
وأضاف أن “التعاون الثنائي بين رواندا وإسرائيل وصل درجة أن قام جهاز الموساد بتنظيم دورة تدريبية للضباط الروانديين، كما حصلت مراسلات ثنائية بين مندوبي البلدين في الأمم المتحدة لتوثيق تصويتهما في المؤسسة الدولية في القضايا المشتركة، وتقريب التفاهمات الدبلوماسية”.
ليفين يكشف عن لقاء جمعه مع دكتاتور رواندا كايفاندا، الذي عبر له عن “دعم موقف إسرائيل في قضية اللاجئين الفلسطينيين، واعتبر التفاعل الدولي مع هذه القضية تدخلا في الشؤون الداخلية لإسرائيل، وطلب من ليفين أن ينقل لوزارة الخارجية الرواندية المواقف التي تطلبها إسرائيل في المنظمات الدولية من أجل تنسيق المواقف المتبادلة”.
وأوضح أن “رواندا سعت لأن تساعدها إسرائيل في تحسين علاقاتها مع جيرانها، مثل الكونغو وأوغندا، بسبب المكانة التي تتمتع بها إسرائيل في هاتين الدولتين، عقب ما قدمته لهما من مساعدات أمنية وتقنية، وقد نجحت إسرائيل بالفعل من خلال جهاز الموساد ووزارة الخارجية بإقناع أوغندا بتجديد علاقتها مع رواندا”.