الاربعاء 15 مايو 2019 16:24 م بتوقيت القدس
أحيا الطلاب العرب في جامعة تل أبيب (الشيخِ مونّس)، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ71 للنكبة، وذلك للسنة الثامنة على التوالي. وأقيمت مراسيم إحياء ذكرى النكبة في ساحة 'أنطين' بمشاركة قوى طلابية عربية، وقيادات سياسية والنواب د. إمطانس شحادة، أيمن عودة، يوسف جبارين، عايدة توما سليمان، عوفر كسيف، ورئيس لجنة المتابعة، محمد بركة.
ورفع الطلاب العرب الأعلام الفلسطينية وارتدوا الكوفيات والقمصان السوداء بدون أي رموز أو أعلام حزبيّة.
وحاول متطرفون من اليمين الإسرائيلي عرقلة مسار إحياء ذكرى النكبة وتجمهروا قرب المكان الذي جرت فيه مراسيم إحياء ذكرى النكبة محاولين استفزاز الطلاب العرب ومنع إحياء ذكرى النكبة.
وتولى عرافة إحياء ذكرى النكبة الطالبان أحمد جبارين وعدن نصار. وافتتحت المراسيم بنشيد "موطني".
وسرد الطالب بشار علي رواية تهجير قرية الطنطورة، وتفاصيل أحداثها، المجزرة والتهجير القسري، وتبعات التهجير وطمس آثار القرية.
ومن ثم روت الطالبة يارا غرابلي تهجير عائلتها إلى مدينة يافا وتفاصيلها باللغة العبرية. كذلك ألقت الضوء على المخططات التهويدية التي تتم في مدينة يافا لطمس معالمها العربية الفلسطينية.
وألقى الطالب أمير مرشي 3 رسائل باللغة الإنجليزية، الأولى من طفلة من الخليل تروي حياتها اليومية، والثانية من القدس تروي ظلم الاحتلال، والثالثة من غزة تروي آلام الحصار. واختتم المهرجان بقصيدة ألقاها الطالب مجد شلش.
قرية الشيخ موّنس رمز للنكبة
وقالت الطالبة يارا غرابلي، لـ"عرب 48" إنه "لم يكن اختيار هذا المكان لإحياء ذكرى النكبة مجرد اختيار، إنما له أبعاد سياسية أردنا تمرريها من خلاله، وهو أننا نجلس على أنقاض قرية الشيخ موّنس في تل أبيب، وهذا المكان هو رمز للنكبة، أردنا من خلاله أن نعطي هذا البرنامج طابعا سياسيا لدى الطلاب والحاضرين أيضا، وكذلك لنؤكد على هويتنا الفلسطينية".
وتطرقت إلى مدينة يافا، "هي رمز للنكبة المستمرة، لأنها تمر بمرحلة تهويد منذ العام 1948. هناك جيل يكبر على رواية مشوشة قد تكون، وهي الرواية الإسرائيلية فقط، وهذا ينذر أن الجيل القادم سوف يستفيق على واقع استعماري قد يقبل به مستقبلا، سيكبرون بدون هوية سياسية وبلا وعي وطني، لكننا إذا واصلنا إحياء هذه الفعاليات الوطنية وترسيخها لدى الشباب وخاصة شريحة الطلاب فيمكننا أن نؤثر أكثر على الجيل الصاعد".
نموذج وطني وحدوي
وقال الطالب طارق طه، لـ"عرب 48" إن "إحياء ذكرى النكبة هو واجب على الحركات الطلابية في كل الجامعات. نحن تعهدنا في كل عام في جامعة تل أبيب التي أقيمت على أرض قرية الشيخ موّنس المهجرة أن نحيي الذكرى بعمل طلابي مشترك لنقدم نموذجا وطنيا وحدويا في الجامعة، ولنعمل معا أمام الصهيونية وهذه القوى التي ترقص على دماء شعبنا، ونحن باقون ما بقي الزعتر والزيتون".
وأضاف: "النكبة ليست مجرد حدث، إنها حدث تأسيسي أسس هوية جماعية لشعبنا الفلسطيني، لكنه بالضرورة عليه أن يتحول لمشروع يبرمج على أرض الواقع لنعود إلى فلسطين. صحيح أنه من الواجب أن نذكر أبناء شعبنا بهذه الذكرى في الجامعات والمدارس والروضات كي لا ننسى ونحافظ على الذكرى المشتركة بيننا، ومن ثم لنتحول إلى مكانة عمل كيف نتصور العودة لفلسطين وليس فقط إحياء الذكرى كشعار".
وختم طه بالقول إن "الطلاب في جامعة الشيخ موّنس (تل أبيب) هم السباقون في هذه الفعاليات، ويشاركون دائما في الفعاليات الوطنية سواء كانت مظاهرة أو مسيرة أو مهرجان أو أي فعالية وطنية سياسية أخرى، وهذا شيء يثلج الصدر ونأمل أن يستمر. يجب ألا نكتفي بإقامة مثل هذه المهرجانات والوقفات".