قال جنرال إسرائيلي إن “التقييم الإسرائيلي للسياسة القطرية في المنطقة في غاية السلبية، لكن هذه الإمارة الخليجية هي الوحيدة القادرة على تحقيق الاستقرار في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية”.
وأضاف ميخال ميليشتاين في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن “جولة التصعيد الأخيرة في غزة أظهرت عددا من المواقف والأدوار لعدد من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين، حماس والجهاد الإسلامي محليا، ومصر وإسرائيل إقليميا، والأمم المتحدة ومبعوثها دوليا، فقد ظهرت قطر كلاعب وحيد استطاع أن يخرج من هذه الجولة بكثير من الدور والجدوى”.
وأكد ميليشتاين، رئيس الملف الفلسطيني في مركز ديان للدراسات الشرق أوسطية بجامعة تل أبيب، ومستشار الشؤون الفلسطينية بوزارة الحرب، أن “الدوحة أنهت هذه الجولة التصعيدية الخطيرة من خلال شيك قيمته 480 مليون دولار للضفة الغربية وقطاع غزة، وقطر بذلك تعلن أنها ليست معنية فقط باستقرار القطاع فقط، وإنما السلطة الفلسطينية أيضا، التي تعيش في الشهور الأخيرة أزمة مالية خانقة بسبب تقليصات إسرائيل لأموال المقاصة”.
وأوضح ميليشتاين، المسئول السابق عن الساحة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “أمان”، ويرتبط بعلاقات وثيقة في الساحات الفلسطينية والعربية والدولية، أن “النظرة الإسرائيلية إلى قطر ليست إيجابية، فالدولة متعاطفة مع الإخوان المسلمين، وقادة حماس يقيمون فيها، ويشعرون بأريحية بتنظيم فعالياتهم تحت رعايتها، وأمراء الدولة يرتبطون بعلاقات وثيقة مع قادة حماس داخل قطاع غزة وخارجه”.
وأضاف أن “قناة الجزيرة التي تمتلكها قطر تضع نصب عينيها مهاجمة إسرائيل، في حين أن تركيا، الدولة التي تنتهج سياسة معادية لإسرائيل أقامت حلفا استراتيجيا مع قطر”.
وأشار ميليشتاين مؤلف كتب: فتح والسلطة الفلسطينية بين الثورة والدولة، الثورة الخضراء السلوك الاجتماعي في حماس، المقاومة وتحدي نظرية الأمن الإسرائيلي، ويعكف حاليا على إصدار القاموس لتحديد القيادات الفلسطينية، أنه “رغم كل هذه السلبيات من وجهة نظر إسرائيل، فإن قطر تلعب دورا جوهريا في قطاع غزة، فهي تدير عملية إعادة الاعمار هناك الأمر الذي من شأنه تثبيت الاستقرار الأمني”.
وأشار أن “المبعوثين القطريين يتجولون بين غزة وتل أبيب لنقل الرسائل بين حماس وإسرائيل لمنع اندلاع مواجهة عسكرية طاحنة، كما حصل في الجرف الصامد في صيف 2014”.
وأوضح أن “السياسة القطرية في الأراضي الفلسطينية تكبح جماح ذهاب الأمور في الأراضي الفلسطينية إلى حالة من المعركة الواسعة في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعانيها الحكومتان القائمتان في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وأكد أن “مصر فهمت متأخرة تعقيد دور قطر،فوافقت أخيرا على السماح بأن يكون لها مساهمة أساسية في الوضع القائم داخل غزة رغم العداء المستحكم بينهما، كما سعت قطر من خلال مساهمتها المتواصلة في الساحة الفلسطينية الإسرائيلية إلى الإثبات أن لديها القدرة والإمكانية على لعب دور وتأثير ونفوذ إقليمي في المنطقة، رغما عن خصومها الذين يحاصرونها، ويحاولون فرض عزلة عليها، وعلى رأسهم السعودية”.
وأضاف أن “قطر نجحت في العثور على موطئ قدم لها في الولايات المتحدة منذ اندلاع أزمة الخليج في صيف 2017، وفي هذه الحالة بإمكان القطريين أن يبلغوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن لديهم القدرة على إنقاذ السلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه الضغط عليها”.
وأشار أن “السياسة الإسرائيلية تجاه الدور القطري في الساحة الفلسطينية تأخذ مديين: القريب من خلال استغلاله لمنع نشوب مواجهة عسكرية وشيكة في غزة، والبعيد في المفاضلة الإسرائيلية بين تشجع النفوذ القطري في الساحة الفلسطينية من جهة، حيث باتت الدولة العربية الأكثر في ضخ أموالها بين الفلسطينيين، وبين الاعتراف أن ذلك قد يضر بعلاقات إسرائيل مع الدول العربية المعتدلة، خاصة السعودية”.