السبت 18 مايو 2019 14:26 م بتوقيت القدس
تحت درجات الحرارة الملتهبة، مشى فلسطينيو الضفة الغربية المحتلة مسافات طويلة لبلوغ الحواجز العسكرية التي تنصبها قوات الاحتلال الإسرائيلي حول مدينة القدس المحتلة، قصد عبورها لأداء صلاة الجمعة الثانية في شهر رمضان بالمسجد الأقصى المبارك.
تلاحظ ازدحام المركبات الفلسطينية وقد ركنها أصحابها على جانبي الطريق لمسافات طويلة حول الحواجز، لأنه يمنع عليهم الدخول إلا بعد التفتيش الأمني من جنود الاحتلال، ومشى عشرات آلاف آخرون لمسافات مضاعفة لبلوغ الحواجز بعدما استقلوا المركبات العمومية.
دون الأربعين
تمنع سلطة الاحتلال الرجال دون سن الأربعين من دخول مدينة القدس إلا بتصاريح أصدرتها خلال شهر رمضان، ومنعت عشرات الآلاف من الحصول على هذه التصاريح بحجج أمنية مختلفة، بينما قالت إنها تسمح للفلسطينيات بدخول القدس أيام الجمع خلال الشهر الفضيل.
جاءت سيدة فلسطينية من مدينة الخليل وصولا إلى بيت لحم جنوب الضفة الغربية، لتعبر الحاجز الشمالي للمدينة الذي يعد الأقرب -إذا ما عبرته- إلى البلدة القديمة من القدس المحتلة.
تقول السيدة في حديث معها وقد بدا عليها التعب والإرهاق، إنها تسعى للوصول إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه، وتتمنى على كل أهل فلسطين الصلاة في مسجدهم.
سيدة أخرى كانت تضع حقيبتها فوق رأسها من شدة الحر، تسعى لوصول الحاجز مع آلاف أخريات بعد فصل الرجال عن النساء في مفرق طرق قبل الحاجز، وتشاهد سيلا بشريا لم يتوقف منذ ساعات الصباح الباكر، من النساء والرجال والأطفال، ساعين إلى الصلاة في المسجد الأقصى.
استعباد
تقول الفتاة أحلام من بلدة بتير غرب بيت لحم، إنها مُنعت برفقة ابن خالتها الذي يحمل جواز سفر أردنيا من دخول القدس على الحاجز بعدما احتجزه الجنود وأطلقوا سراحها، مُكذبة ادعاءات الاحتلال بأنه قدم ما أسماها تسهيلات للفلسطينيين خلال رمضان.
واعتبرت أن هذه الأرض فلسطينية، ولا يحق للاحتلال أصلا إقامة الحواجز عليها، مشبهة تعامل جنود الاحتلال مع الفلسطينيين بتعامل الأسياد مع عبيدهم، لأن المشاهد خارج الحاجز يسعى الاحتلال لتحسينها، بينما تعامل الجنود داخل الحاجز -بعيداً عن كاميرات الإعلام- عكس ذلك تماما.
بعد أن تصل إلى مقدمة الحاجز الذي يعبره الرجال، تلاحظ ممرات إسمنتية وضعها جيش الاحتلال في المرحلة الأولى يتم فيها تدقيق البطاقات الشخصية والاستفسار عن الأعمار، ويقف الجنود على مكان مرتفع شارعين أسلحتهم تجاه الفلسطينيين المحاصرين بين سياج حديدي وحائط على جانب الطريق.
نقاط تفتيش
تساعد طواقم الهلال الأحمر والمتطوعون الفلسطينيون كبارَ السن وذوي الاحتياجات الخاصة للوصول إلى الحاجز.
ويصف أحد المواطنين وهو يقف في صف مزدحم قبل التفتيش الأوليّ، ما يعيشه الفلسطينيون من إذلال على هذه الحواجز، ويعدد ستة حواجز تفتيشية، منها للجنود وأخرى بعبور بوابات إلكترونية، وصولا إلى الحافلة التي تقل الفلسطينيين من الحاجز إلى البلدة القديمة في القدس.
يؤكد هذا الفلسطيني في حديث معه أن كل ذلك يتم لأشخاص ذاهبين للصلاة في المسجد الأقصى، بمعنى أن ذلك يأتي ضمن حق العبادة للبشر، ولأن المسجد الأقصى من المساجد التي تُشد إليها الرحال من المسلمين حول العالم.
فلسطيني آخر يرتدي قبعته ويقف في الزحام، جاء من منطقة دورا بالخليل، يقول إن سنه تجاوز أربعين عاما وقارب على الخمسين، ولكن الجنود أعادوه مرة أخرى بحجة المنع الأمني، ومئات آخرون يقفون قربه منعوا من الدخول.
ووصف مظاهر الإذلال التي يتعرض لها الفلسطينيون، وانتقد بشدة الأنظمة العربية التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال، ووصفها بالأنظمة العميلة.