باتت خيارات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل حكومة جديدة محدودة جدا، في ظل رفض وزير الحرب السابق زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الانضمام للائتلاف اليميني دون الاستجابة لطلبه الأساسي بإقرار قانون التجنيد، المرفوض من قبل الأحزاب الحريدية.
ويبدو خيار الذهاب إلى انتخابات جديدة الأبرز حاليا بين عدة خيارات يتيحها القانون الإسرائيلي لكل من رئيس الكيان رؤوفين ريفلين، لكونه صاحب الصلاحية بتكليف أحد أعضاء الكنيست بتشكيل الائتلاف الحكومي، أو لنتنياهو الذي يملك صلاحية إعلان حل الكنيست الجديد والذهاب لانتخابات مبكرة.
وكتب ايتمار آيخنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه في حال فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة فإن القانون يفرض على ريفلين تكليف عضو كنيست آخر -غير نتنياهو- بهذه المهمة، بعد إجراء جولة مشاورات جديدة مع قادة الأحزاب الممثلة في الكنيست، ويمنح عضو الكنيست المكلف الجديد مهلة واحدة مدتها 28 يوما فقط لتشكيل الحكومة.
وفي حالة اقتناع ريفلين أن أيا من أعضاء الكنيست لن يكون قادرا على تشكيل ائتلاف حكومي، فإن له صلاحية إبلاغ رئيس الكنيست (يولي ادلشتاين) بذلك، وهذا يعني الذهاب لانتخابات جديدة خلال 100 يوم.
لكن في الحالة السابقة، أو في حالة فشل المكلف الجديد بتشكيل الائتلاف الحكومي، فيمكن لأعضاء الكنيست تجنب حلّه عبر رفع كتاب توصية لريفلين بتكليف عضو كنيست معين بهذه المهمة، شرط أي يقدم هذا العضو إقرار خطيا بموافقته على هذه التوصية، وفي هذه الحالة يتوجب على الرئيس الإسرائيلي تكليف هذا العضو خلال يومين من تسلمه كتاب التوصية، لكنه سيمنح 14 يوما فقط لتشكيل الائتلاف الحكومي.
من ناحيتها قالت "تال شاليف" في موقع "واللا" الإسرائيلي إن حالة التشاؤم هي السائدة في حزب الليكود في ظل الأزمة مع ليبرمان الذي حصل حزبه على 5 مقاعد في الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان الماضي، وقد يرى قادة الليكود أنه لا مناص من الذهاب لانتخابات مبكرة.
شاليف أضافت أن قادة مقربين من نتنياهو قالوا إنه يدرس خياراته، وبات التصويت على قانون حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة جديدة الأكثر جدية بين هذه الخيارات، وقد يقدم نتنياهو على ذلك قبل انتهاء المهلة الثانية التي منحها له القانون والتي تنقضي منتصف ليل الأربعاء المقبل.
وأجرى نتنياهو أمس الجمعة لقاءات تشاورية ضمت الوزير يريف ليفين رئيس طاقم المفاوضات الائتلاف عن الليكود، وتوصل إلى قناعة أنه لا توجد في الأفق حلول للأزمة، وأن الانتخابات ربما باتت الخيار الوحيد.
وقد يسعى نتنياهو إلى هذا الخيار، حسب مقربيه، لقطع الطريق أمام ريفلين بتكليف عضو كنيست آخر بتشكيل الحكومة.
لكن حسب موقع "واللا" فإن مسؤولين سياسيين إسرائيليين مطلعين، قالوا إن هذا القرار لم يتخذ بعد لكونه صعبا، لأنه يعني إدخال "إسرائيل" في جولتين انتخابيتين في فترة لا تتعدى الشهرين، لذلك يبقى احتمال أن يقوم نتنياهو بإبلاغ ريفلين بفشله في تشكيل الائتلاف الحكومي قائما أيضا، متيحا المجال للرئيس لدراسة خياراته.
وتسبب وزير الحرب السابق ليبرمان في تبكير الانتخابات الإسرائيلية إثر استقالته من الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي وانسحابه من الائتلاف الحكومي بسبب خلافات مع نتنياهو على خلفية رفض الأخير شن حرب على قطاع غزة.
وأدى انسحاب ليبرمان إلى بقاء الائتلاف الحكومي بأغلبية بسيطة، 61 عضوا من أصل 120 هم عدد أعضاء البرلمان الإسرائيلي، الأمر الذي تسبب بشلل في قدرة الحكومة على إقرار قوانين جديدة، ما دفع نتنياهو إلى إعلان حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة.
وبرفض ليبرمان الانضمام إلى الائتلاف الذي توافقت الخميس الأحزاب اليمينية على ضرورة تشكيله، فإن حكومة نتنياهو ستحصل على دعم 60 عضو كنيست فقط، حيث يفصلها صوت واحد فقط عن ثقة الكنيست.
ويصر ليبرمان حاليا على إقرار قانون التجنيد الذي صاغه العام الماضي قبل استقالته من وزارة الحرب، والذي ينص على فرض الخدمة العسكرية على أعضاء الأحزاب الحريدية المتفرغين لدراسة التوراة، الأمر الذي ترفضه الأحزاب الحريدية "يهدوت هتوراه" و"شاس" التي حصلت على 15 مقعدا في الانتخابات الأخيرة.
كما يرفض ليبرمان -الذي يعتبر نفسه علمانيا- ما يقول إنها "دولة الشريعة اليهودية" التي تحاول الأحزاب الدينية إقامتها من خلال فرض حرمة السبت، وفرض أحكام الشريعة اليهودية على الإسرائيليين.