الاثنين 27 مايو 2019 07:28 م بتوقيت القدس
كشف تقرير داخلي لوزارة الصحة، معلومات وصفت بالمقلقة بشأن التلوث في المستشفيات الإسرائيلية.
إذ يستدل من التقرير أن ما يقارب (13.5) ألف إنسان قد تضرروا أو توفوا خلال العام الماضي (2018) بسبب الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، المعششة في المستشفيات. ويعني هذا العدد ارتفاعاً بنسبة 10%، مقارنة بنفس الأحوال التي رصدت قبل أربعة أعوام، حيث بلغ عدد المتضررين والمتوفين قرابة (12.3) ألف إنسان.
واستند التقرير الى المعطيات المستمدة من مختبرات المستشفيات، التي قامت بفحص مدى مقاومة الجراثيم للأدوية والمضادات الحيوية، وتبين ان مستواها في إسرائيل عالٍ جداً.
الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية
ويفيد خبراء الصحة بوجود مؤشر مقلق على ضعف وتراجع تأثير المضادات الحيوية، على صعيد العالم قاطبة، إذ زالت نجاعتها ضد العديد من أنواع الجراثيم، بينما كانت قبل ذلك شديدة النجاعة. واستدعت هذه الظاهرة اتخاذ قرار من جهة منظمة الصحة العالمية بطرح هذه القضية على بساط البحث، من أجل مكافحة نشوء وتكوّن الجراثيم المقاومة لمختلف أصناف الأدوية والمضادات.
ويفيد الخبراء بأن هذا النوع من الجراثيم، الذي لا تستطيع المضادات الحيوية مقاومته والقضاء عليه، يتكون وينشأ نتيجة الاستخدام الزائد للمضادات نفسها، وحتى لو تمكنت المضادات من القضاء على مجموعة من الجراثيم وبقيت مجموعة أخرى "على قيد الحياة" – فبإمكان هذه المجموعة الحية أن تتكاثر بسرعة وتتحول الى صنف جديد قادر على مقاومة المضادات!
عدم عزل المرضى حاملي الجراثيم
وعلى الرغم من ان هذه أول مرة يتم فيها الكشف عن عدد المصابين والمتضررين من الجراثيم، فان التقرير لا يعرض صورة الوضع بالكامل، ذلك ان وزارة الصحة لا تكشف عن عدد الإصابات وحالات الوفاة بالمستشفيات بسبب الجراثيم المقاومة للمضادات في كل عام، وليس من المستبعد ان الوضع الحقيقي أصعب وأخطر بكثير.
وبالإضافة الى ذلك، فان التقرير لا يفرّق بين التلوثات التي وصلت الى المستشفيات مع حامليها من المرضى – وبين التلوثات التي أصيب بها المرضى أثناء مكوثهم في المستشفيات، الأمر الذي يبعث على مخاوف من عدم القيام بعزل المرضى الذين يأتون الى المستشفيات وهم مصابون بتلوثات، مما يؤدي الى انتقال العدوى الى مرضى آخرين أصحاء، وربما الى وفاتهم.
ويشار الى ان تقرير مراقب الدولة أظهر قبل سنوات ان عدد حالات الوفاة بسبب التلوثات في المستشفيات يتراوح سنوياً ما بين 4000 – 6000 وفاة، بالإضافة الى مئة ألف إصابة بالتلوث لدى المرضى .