موطني 48.. كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، النقاب عن أن ثمة نشاطات تحركها السلطة الفلسطينية في رام الله من أجل إقامة كتلة سياسية عربية يهودية، لخوض الانتخابات انتخابات الكنيست المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، بحيث تحظى بقوة وتأثير على الساحة السياسية في إسرائيل.
وأوضحت صحيفة “هآرتس”، في عددها الصادرة اليوم الثلاثاء، أن هذه الجهود تنصب على محورين إما تشكيل قائمة يهودية عربية أو تعزيز مكانة حزب “ميرتس” اليساري.
ومن أجل تحقيق هذه الفكرة، قالت مصادر للصحيفة: إن مسؤول ملف التواصل مع المجتمع الإسرائيلي لدى منظمة التحرير الفلسطينية، محمد مدني، وهو من المقربين من لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يجري اتصالات مع شخصيات يسارية إسرائيلية وأخرى عربية فاعلة على الساحة السياسية دون أن تكون من الشخصيات المؤطرة في التشكيلات السياسية الممثلة في الكنيست، وذلك بغرض تشكيل قائمة عربية يهودية مشتركة تخوض انتخابات الـ “كنيست”.
ووفقا للصحيفة، ترى الأحزاب العربية في الداخل الفلسطيني في هذا التحرك ما يستدعي طلب التوضيحات من القيادة الفلسطينية لا سيما أنه يتم دون التنسيق مع هذه الأحزاب، محذرة من أن هذا التحرك قد ينعكس سلبا على الأحزاب العربية.
يشار إلى أنه ومنذ تعثر محاولات إعادة تشكيل القائمة “المشتركة” للأحزاب العربية لخوض انتخابات الـ “كنيست” التي جرت قبل نحو شهرين في قائمة شاملة تجمعها معا، طرأ انقطاع في الاتصالات المعتادة مع رام الله، وفق مصادر فلسطينية.
وكان عباس قد طلب عشية الانتخابات السابقة من رئيس بلدية الناصرة علي سلام، التوسط بين مختلف الأطراف السياسية العربية في الداخل الفلسطيني لمساعدتها على تخطي الاختلافات فيما بينها وإعادة تشكيل القائمة المشتركة، غير أن جهوده باءت بالفشل وفي نهاية المطاف تشكلت قائمتان عربيتان خاضتا انتخابات الكنيست فجاءت النتيجة تبرهن على تراجع التمثيل العربي في الكنيست من 13 نائبا حين كانت كل القوى في قائمة “مشتركة” إلى 10 مقاعد برلمانية.
وكان الكنيست قرر الشهر الماضي، حل نفسه وإجراء انتخابات مبكرة وذلك بعد أقل من شهرين على إجراء الانتخابات العامة الأخيرة في 9 نيسان/أبريل الماضي.
وجاء ذلك بعد أن آلت المفاوضات في اللحظة الأخيرة بين رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان إلى طريق مسدود حيث رفض ليبرمان قبول اقتراحات حل وسط مختلفة قائلا إنها لا تختلف عما تم اقتراحه سابقا.
وتمحورت الخلافات حول المصادقة على قانون تجنيد اليهود المتدينين بصورته الأصلية الأمر الذي رفضته الأحزاب اليهودية المتدينة المتحالفة مع نتنياهو.
يشار إلى أن نتائج الانتخابات التي جرت في نيسان/أبريل الماضي، أظهرت فوز اليمين الإسرائيلي بغالبية المقاعد، الأمر الذي دفع رئيس الدولة العبرية إلى تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية.