منسيين وراء قضبان السجن، تأكل القيود سنين عمرهم، وتطفئ سطوة السجان زهرة شبابهم، إنهم الأحياء وراء خطوط الزمن، في غياهب السجون الإسرائيلية.
فمنذ أكثر من 20 عامًا تعتقل السلطات الاسرائيلية في سجونها 46 أسيرًا، منهم 13 أسيرًا أمضوا ما يزيد عن 3 عقود أقدمهم الأسير كريم يونس.
26 أسيراً من هؤلاء معتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو الذى وقعته السلطة مع المؤسسة الاسرائيلية عام 1994، أي أمضوا أكثر من ربع قرن من الزمن، وهم من يطلق عليهم اسم “الأسرى القدامى”، وهم من تبقى من الأسرى الذين اعتقلوا خلال سنوات الانتفاضة الأولى 1987 وما قبلها، وكان من المفترض إطلاق سراحهم جميعاً، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة إحياء المفاوضات بين السلطة والسلطات الاسرائيلية، أواخر عام 2013 إلا أن اسرائيل تراجعت عن إطلاق سراحهم بعد تعثر في المفاوضات.
ورغم ذلك لا يزالون يتمتعون بروح معنوية عالية، تعانق عنان السماء، ولم يستطع السّجان الاسرائيلي أن يكسر شوكتهم أو يضعف عزائمهم، أو يزرع اليأس في نفوسهم، فمنهم من حصل على شهادات الدراسات العليا، ومنهم من ألف الكتب والقصص وغيرها.
هؤلاء الأسرى وأهاليهم عيونهم تترقب صفقة “وفاء الأحرار2” حيث تأسر كتائب القسام 4 جنود إسرائيليين منذ 5 أعوام، ترفض حركة حماس الإفراج عنهم قبل إبرام صفقة مشرفة يخرج بموجبها آلاف الأسرى، وفي مقدمتهم الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة في السجون الاسرائيلية.