شنت قوات أمن الانقلاب حملة اعتقالات سياسية في أوساط نشطاء ثورة يناير واليسار، وآخرين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين فجر الثلاثاء، فيما اتهمتهم وزارة الداخلية بالتخطيط لضرب الاقتصاد الوطني، والقيام بأعمال عنف وشغب ضد مؤسسات الدولة في 30 حزيران/ يونيو المقبل، بالتعاون مع قيادات الإخوان ومعارضين وإعلاميين بالخارج.
الحملة طالت 8 شخصيات بينها عضو البرلمان المصري السابق المحامي والناشط زياد العليمي، والصحفيين اليساريين هشام فؤاد، وحسام مؤنس، بجانب مدير مكتب عضو مجلس النواب أحمد طنطاوى، ومحامين ورجال أعمال.
وزارة الداخلية المصرية، اتهمت في بيان لها معتقلي الثلاثاء، زياد العليمي، وهشام فؤاد، وحسام مؤنس، بالاشتراك مع أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين بالداخل فيما أسمته “خطة الأمل” لضرب الاقتصاد الوطني، بالتعاون مع القياديين بالإخوان محمود حسين، وعلى بطيخ، والمعارض المصري بالخارج أيمن نور والإعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر.
وقالت الداخلية: “استهدفت الأجهزة الأمنية 19 شركة وكيانا اقتصاديا، تديره بعض القيادات الإخوانية بطرق سرية، حيث تقدر حجم الاستثمارات فيه ربع مليار جنيه، وتم ضبط المتورطين بهذا الكيان، وعلى رأسهم زياد العليمي”، مضيفة وذلك “لاستهداف الدولة ومؤسساتها، وصولا لإسقاطها تزامنا مع احتفالات 30 يونيو”، متابعة و”القيام بأعمال عنف وشغب ضد مؤسسات الدولة”.
وأكد البيان، أنه تم ضبط كل من “مصطفى عبدالمعز عبدالستار (رجل أعمال)، وأسامة عبدالعال العقباوي، وعمر محمد شريف الشنيطي، وحسن محمد حسن بربرى، أحمد عبد الجليل الغنام، وحسام مؤنس، وزياد العليمى، وهشام فؤاد”.
وحسب الحقوقي خالد علي، والناشطة منى سيف، والصحفي خالد داوود، والمركز المصري للحقوق فقد تم اعتقال نشطاء اليسار الثلاثة فجر الثلاثاء، من منازلهم وأحد شوارع القاهرة.
والعليمي، عضو البرلمان المصري السابق والمحامي والناشط السياسي وعضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي؛ كان أحد المؤيدين لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بداية الانقلاب العسكري ثم انقلب عليه وأصبح معارضا له.
والصحفي حسام مؤنس، هو عضو التيار الشعبي والمدير السابق لحملة حمدين صباحي رئيساً للجمهورية، وينتمي لتيار اليسار بمصر، وكذلك الصحفي هشام فؤاد عضو حركة الاشتراكيين الثوريين المصرية.
يذكر أن هذه هي أول حملة اعتقالات بحق صحفيين في عهد نقيب الصحفيين الجديد ضياء رشوان.
كما أن حملة الاعتقلات تأتي بعد أسبوع من وفاة الرئيس محمد مرسي الاثنين قبل الماضي، وتتزامن مع مشاركة مصر في ورشة البحرين الاقتصادية والمرتبطة بـ”صفقة القرن” المثيرة للجدل.
وتأتي تلك الحملة أيضا، في توقيت إقامة البطولة الإفريقية على الأراضي المصرية وهو التوقيت الذي من المفترض أن تقوم فيه الدولة بالتهدئة في الشارع.
وتسبق تلك الحملة الأمنية كذلك قرارات رفع الوقود المحتملة في مصر خلال أيام.
وانتقد نشطاء ومحللون في حديثهم جمع النظام بين الإخوان وأصحاب التوجه اليساري للعمل في خلية واحدة ضد النظام، رغم ما بين التيارين من خلافات وتراشقات.
وفي تعليقه قال الناشط اليساري حسن حسين: “إذا لم تكن أجهزة الأمن مرتبكة بالفعل فإنها تعمل على إرباك القوى السياسية باعتقالات لا معنى لها على الإطلاق، برغم تهافت قوى المعارضة وضعفها إلا أن ذلك لا يمنع النظام من الحرص على إضعافها أكثر فأكثر”.
الكاتب الصحفي، أكد لـ”عربي21″، أنه “ونظرا لأن النظام لا يتعامل مع الشأن السياسي بأدوات سياسية، فإن تعامله الأمني تنقصه الحنكة والمهارة، لدرجة أن يتم اتهام خصوم جماعة الإخوان بالتعاون معها”.
وأشار إلى أن “النظام الذي يريد إلهاء الشعب عن قراراته الاقتصادية الظالمة يعمل على تفاقم الاحتقان، مما يرشح الوضع للانفجار”.
وعن أسباب تلك الحملة الأمنية بحق شخصيات مختلفة التوجه الفكري وفي هذا التوقيت، يعتقد الناشط السياسي والمتحدث باسم الجبهة الوطنية للتغيير، سمير عليش، أن “رعب النظام من التجمعات الشعبية خلال الدورة الإفريقية التي تشهدها البلاد لمدة شهر هي السبب في تلك الحملة”.
عليش، أشار بحديثه إلى أن جميع المصريين والعالم أجمع سمع الهتافات الجماهيرية من استاد القاهرة بالمباراة الافتتاحية والأولى للمنتخب المصري، للاعب محمد أبوتريكة، والتي تعتبرها السلطة معارضة ومستفزة لها.
وحول ربط بيان الداخلية بين المعتقلين رغم توجههم اليساري وبين جماعة الإخوان المسلمين، قال الكاتب الصحفي المعارض ساهر جاد: “من العبث محاولة تحليل تصرفاتهم (النظام)”، مشيرا بحديثه أنهم دائما ما يتهمون اليسار، وأي من يتم اعتقاله بالعمل مع الإخوان”.
وأكد، أنهم “اخترعوا تهمة مخصصة لذلك اسمها (الاتفاق مع جماعة إرهابية في الأهداف)”، موضحا أنه “سبق وأن وضعوا حسابات الناشطين اليساريين هيثم محمدين، وهشام فؤاد، تحت التحفظ رغم أن الحساب ليس به إلا بدل التدريب الخاص بنقابة الصحفيين”.
وبشأن تصعيد النظام بالاعتقالات في توقيت يحتاج فيه للتهدئة خاصة مع تزامن الحملة وصفقة القرن، والبطولة الإفريقية، ووفاة الرئيس مرسي، ورفع سعر الوقود، قال الناشط المعارض: “المهم لدى النظام أن تسود جمهورية الخوف، وتسوية حسابات كل من شارك بثورة يناير”.
وتعجب الصحفي المعارض سليم عزوز، من الربط بين المحامي زياد العليمي، والصحفي هشام فؤاد المنتميين لليسار، وجماعة الإخوان، مضيفا: “عندما يتم القبض عليهم بتهمة الاشتراك مع الإخوان في أمر ما، فأنت هنا تعمل لصالح الإخوان”.