وصفت غارديان ورشة البحرين "السلام من أجل الرخاء" -المنعقدة في البحرين برعاية جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب- بأنها وهم وتستحق السخرية.
وقالت الصحيفة البريطانية إن بعض الفعاليات السياسية تسلط الضوء على قضية ما، ولكن ما حدث في المنامة يقصد منه إخفاؤها.
وتابعت أن حديث إدارة ترامب عما يعرف بصفقة القرن في الشرق الأوسط، وإطلاق الجانب الاقتصادي لها بالبحرين كمرحلة أولى، سخيف ومثير للشفقة.
فرفض الفلسطينيين حضور ورشة البحرين يعني غياب "إسرائيل" أيضا -تقول غارديان- مشيرة إلى أن حدث البحرين مجرد مسرحية تفتقد إلى نجومها ونصف ممثليها.
ولفتت إلى أنه سبق اللجوء إلى الطرق الاقتصادية كمرحلة أولى خضعت للتجريب وفشلت رغم وجود خرائط طرق أكثر واقعية ومحاورين أكثر ثقة، مضيفة أن الفجوة بين "وهم" كوشنر وحقائق الصراع الذي يمتد إلى سبعين عاما كبيرة جدا.
وترى الصحيفة أن إدارة ترامب تأمل على ما يبدو من هذه الورشة استبدال الحقوق الأساسية بحوافز اقتصادية "وهمية" في إشارة إلى الحديث عن حوافز بقيمة خمسين مليار دولار.
وتضيف أن إدارة ترامب ربما أخطأت في تقديرها بشأن رغبة دول الخليج في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل مقابل تحملها العبء الأكبر من فاتورة الحوافز، ولا سيما أن الكثير من مثل هذه الحوافز طرحت في السابق -بعضها أكثر من عقد من الزمان- ولم يتحقق في ظل الظروف الراهنة، والسبب عدم الإقرار بأن أكبر عائق للتنمية الاقتصادية هو احتلال الضفة الغربية وحصار غزة.
وعن مدى قدرة واشنطن على تحقيق خطتها، تقول غارديان إن سجل إدارة ترامب يقدم فكرة واضحة عما يمكن توقعه، موضحة أن "هيام" ترامب بنتنياهو ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وإغلاق البعثة الفلسطينية بواشنطن، واعتراف أميركا بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة، كل ذلك سيدمر إمكانية أن تلعب واشطن دورا نزيها في الوساطة.
وتضيف الصحيفة أن العديد يشك في أن الهدف الحقيقي لجهود كوشنر ليس إقناع الفلسطينيين بقدر ما هو إظهارهم معرقلين للسلام عندما يرفضون هذا العرض غير المقبول، في حين أن الحقائق يعاد تشكيلها على الأرض من قبل اليمين الإسرائيلي وبمباركة أميركية.
وتقول أيضا إن كوشنر هذا الشهر شكك بقدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، كما أن السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قال إن لدى الأخيرة الحق في ضم الضفة الغربية.
وتشير إلى أن إدارة ترامب ترفض الالتزام بحل الدولتين، وقال المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات إنه لا يوجد سبب لاستخدام هذا المصطلح لأن "كل جانب يرى ذلك بشكل مختلف".
وتختم الصحيفة بالقول إن هناك طريقة واحدة فقط لرؤية البديل: دولة واحدة لا يمكن أن تكون يهودية وديمقراطية في نفس الوقت، ولا يمكن للخيال الذي تم تقديمه في المنامة أن يفعل شيئاً لإخفاء هذا الواقع.