الجمعة 28 يونيو 2019 14:03 م بتوقيت القدس
لا تزال إسرائيل تتهم روسيا وتحملها مسؤولية تشويش أجهزة نظام التموضع العالمي (GPS) في المجال الجوي الإسرائيلي، رغم أن روسيا نفت علاقتها بذلك. وقال مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن هذا التشويش يتم بواسطة أجهزة موضوعة في شمال سورية، وذلك إثر المناطق التي بدأ فيها التشويش.
وقالت موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني إنه يتعزز الاعتقاد لدى الجهات الأمنية الإسرائيلية بأن روسيا هي المسؤولة عن التشويشات بواسطة "أجهزة قتالية إلكترونية"، لكن ليس معروفا في هذه المرحلة ما إذا كانت روسيا تفعل ذلك من أجل المس بالمجال الجوي في المنطقة أم أن ذلك ليس متعمدا وناجما عن محاولات حماية قواتها في قاعدة حميميم في شمال غرب سورية.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن التشويشات المتواصلة تدل على أن العملية تجري على ما يبدو من جهاز أرضي أو من جهاز موضوع في سفينة. وتابعت المصادر نفسها أنه من الجائز أن "الوسائل القتالية المستخدمة للتشويش" ثمنها منخفض نسبيا، ويبلغ حوالي 20 ألف دولار، وأن هذه أجهزة متنقلة، وبإمكانها التشويش في مدى أقصاه 500 كيلومتر. وبالإمكان شراء أجهزة كهذه في أوكرانيا، ولذلك فإن المصادر الإسرائيلية لا تستبعد إمكانية أن يكون مصدر التشويش هي عمليات تنفذها قوات تتواجد بالقرب من مناطق الهجمات في سورية. وحسب المصادر، فإنه على الرغم من وجود أجهزة مشابهة في لبنان، إلا أن احتمال أنها مصدر التشويش ضئيل بسبب التضاريس هناك، التي تضع صعوبة أمام التشويش في إسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أنه توجد في منطقة البحر المتوسط، وقريبا من إسرائيل واليونان وقبرص، سفن تستخدم أجهزة قتال إلكترونية، لدول كثيرة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وهولندا وإسبانيا وأندونيسيا، التي إحدى سفنها تعمل ضمن قوات حفظ السلام الموجودة قبالة شواطئ إسرائيل وسورية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في منظومة السايبر (الحرب الإلكترونية) الإسرائيلية قوله إن التشويشات الحالية في إسرائيل غير مألوفة، وذلك لأنه في غالب الأحيان تجري محاولات شن هجمات مشابهة باتجاه مناطق واسعة وخلال فترة محدودة، بينما التشويشات الحالية مركزة ومتواصلة باتجاه مطارات مدنية. وأضاف أن "القرار بتشويش المجال الجوي يقود إلى الافتراض أن الحديث يدور عن عملية يبادر إليها المنفذ، لأنه لو أراد المس بدون تمييز، لكان قد تم رصد التشويشات بواسطة أجهزة موجودة على الأرض".
وفيما نفت روسيا مسؤوليتها عن هذه التشويشات، قالت السفير الروسية في تل أبيب لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن الحديث عن التشويشات هي "أنباء كاذبة. ولا يمكننا التطرق إليها بجدية".
وحذرت سلطة المطارات الإسرائيلية من أن التشويشات تحدث خلال تحليق وهبوط الطائرات ويمكن أن تسبب بإنذارات كاذبة لأجهزة تعتم على الـGPS. وقال مصدر مطلع على تفاصيل الموضوع إن "التشويشات تحدث خلال ساعات النهار ولا تشكل خطرا على الطيارين والمسافرين. والتشويشات ليست محصورة في إسرائيل فقط، وإنما تحدث في قبرص وأماكن أخرى في حوض البحر المتوسط".