الاربعاء 10 يوليو 2019 17:53 م بتوقيت القدس
شدد خبيران على أهمية تنفيذ مناورات أمنية وعسكرية في قطاع غزة، في ظل الاستهداف المتواصل للقطاع من قبل أجهزة الاحتلال الإسرائيلي المختلفة، وذلك لما لها من فوائد كثيرة على الجبهة الداخلية الفلسطينية أو تجاه إرباك الحسابات الإسرائيلية.
وبشكل مفاجئ ودون إعلان مسبق، نفذت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة أمس “مناورة طارئة تحاكي التعامل مع تهديد أمني مفاجئ”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم، في بيان له، أن المناورة جاءت في “إطار فحص جهوزية القوات والأجهزة الأمنية”.
كما أوضح مصدر أمني من غزة، أن “المناورة المفاجئة التي نفذتها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بغزة، بدأت الساعة السادسة مساء واستمرت مدة 3 ساعات متواصلة”.
ونوه في حديث صحفي، إلى أنه “تم خلال المناورة إخلاء المقرات الأمنية، والانتشار السريع على مفترقات الطرق الرئيسية، وتفعيل الحواجز الأمنية ونصب العديد من الحواجز الطيارة”.
وكشف المصدر الأمني، أنه “تم خلال فترة المناورة، رصد إخلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي للعديد من النقاط والمواقع العسكرية قرب السياج الأمني شرق القطاع، إضافة لإخلاء العديد من الأماكن المرتفعة القريبة”.
وحول أهمية وضرورة مثل هذه المناورات في غزة، أوضح الخبير الأمني الفلسطيني المقيم بغزة، كمال التربان، أن “مثل هذه المناورات التي تأتي في ظل ظرف حالك تمر به غزة، لها أكثر من غرض؛ فهي تربك مخططات وطرائق تفكير العدو والمتعاونين معه تجاه تحقق أهدافهم أو تنفيذ مهمات وخطط معينة في القطاع، كما أن المناورة تشعر العدو أنك متيقظ دائما، وتدخله في حالة من القلق، لأنه يدرك أنه يواجه جسما قويا يقظا”.
وذكر في حديث صحفي، أن “المناورات فيها أيضا فحص لمدى جهوزية الجبهة الداخلية وقوى الأمن المختلفة في قدرتها على التعامل في الظروف الحرجة، وهي تدريب عملي للقوات القائمة على أداء مهام في ظروف حرجة، وتأهيل العاملين لإبقائهم على أهبة الاستعداد بشكل دائم”.
المقاومة في تطور
ونوه التربان إلى أن “هذه المناورة تحمل رسالة مهمة للعدو؛ أننا جاهزون وعلى درجة عالية من الاستعداد للتعامل مع أي حدث خطير، وفي الجانب الثاني رفع المعنويات للعاملين في الأجهزة الأمنية، وفي الوقت ذاته للمواطنين الذين يشاهدون أداء تلك الأجهزة ومدة جهوزيتها عن قرب”.
من جانبه، أوضح الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أن “المناورات بشكل عام، هي عملية بناء قدرات ومهارات والتنسيق والتعاون بين القوات والأجهزة الأمنية المتعددة، والتدريب على وسائل الاتصال والتواصل، وهي بمجملها تقوية القدرات القتالية في جميع النواحي”.
وذكر في حديث صحفي، أن “المناورات في غزة ترسل العديد من الرسائل، فكما أن إسرائيل ترسل الرسائل عبر مناوراتها المختلفة؛ بأنها جاهزة للحرب وشن عدوان على القطاع، أيضا الشعب الفلسطيني يرسل الرسائل؛ أننا نعد أنفسنا للدفاع عن حقوقنا وأرضنا إذا ما وقع أي عدوان من قبل الاحتلال”.
ولفت عريقات، إلى أن “هناك مناورات روتينية وأخرى ذات أبعاد ورسائل تسعى لتحقيق هدف ما”، موضحا أن “الشعب الفلسطيني يتعرض في هذا الوقت للعديد من التهديدات الإسرائيلية؛ سواء عبر التلويح بشن حرب عسكرية خشنة أو ناعمة عبر استخدام أدواتهم المخابراتية والاستخبارية، ومن ثم فمن الطبيعي أن يكون هناك رد فلسطيني على السلوك الإسرائيلي”.
وحول أهمية مثل هذه المناورة التي قامت بها وزارة الداخلية بغزة، عقب اعتراف الاحتلال بالفشل الكامل للعملية الأمنية السرية الخاصة في خان يونس جنوب القطاع، نوه الخبير العسكري، إلى أن “جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في السابق ليست هي اليوم؛ فجيش الاحتلال ومختلف الأجهزة الأمنية في تراجع سواء في الأداء العسكري أو الأمني وفي قوة ردعه”.
وفي المقابل، “المقاومة الفلسطينية في تطور، وهي تؤدي المهام بمسؤولية كاملة وقدرة وإتقان، خاصة أن حرب العقول الآن في ذروتها بين المقاومة والاحتلال”، بحسب عريقات الذي أكد أن “الوضع اليوم محرج لإسرائيل، وهي قلقة على المجهول الفلسطيني، وتسعى لمعرفة ما الذي تملكه المقاومة التي أدركت أهمية إخفاء ما لديها عن الاحتلال”.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الخبير والمعلق العسكري الإسرائيلي يوآب ليمور، كشف أن إسرائيل تستبق أي مواجهة مع قطاع غزة بتنفيذ العديد من “العمليات العلنية والسرية”، داخل القطاع، مؤكدا أن عملية خان يونس التي نشرت نتائج التحقيق في فشلها الأحد الماضي، كانت من ضمن تلك العمليات.