الثلاثاء 20 اغسطس 2019 21:16 م بتوقيت القدس
حرض خبير إسرائيلي بارز، على “ضرورة” قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية لفترة محدودة في قطاع غزة، “من أجل خلق ردع متواصل لحركة حماس”؛ صاحبة الجذور العميقة في غزة.
وذكر البروفيسور أفرايم عنبار الخبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ورئيس “معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية” الإسرائيلي، أن “حجج المعارضين لخطوة عسكرية واسعة النطاق في غزة مفهومة؛ فجذور حماس مغروسة عميقا في السكان واحتمالات اقتلاعها طفيفة”.
وأضاف: “لهذه الأسباب وغيرها تتصرف إسرائيل الآن بقوة محدودة ضد حماس؛ كما أن هذا التكتيك يستهدف التقليص قدر الإمكان لقدرة الحركة على إلحاق الضرر، وبالتالي فإن مفهوم استخدام القوة المفضل لدى الجيش في هذه اللحظة، هو (استخبارات نارية)؛ وهي قتال يشدد على نيل معلومات استخبارية دقيقة، وفي أعقابها استخدام نار دقيقة (في معظمها جوية)، في ظل التوقع بأن يؤدي هذا الخليط الناجح إلى تغيير في سلوك حماس، وهذا نهج يوفر الخسائر”.
ومع كل هذا؛ أعرب عنبار في مقال له نشر بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، عن أسفه الشديد، لأن “الهدوء على طول السياج الأمني لم يتحقق؛ حيث إن إطالة مدة المواجهات العنيفة والطوارئ في الجبهة الداخلية بكلفتها الاقتصادية، خلق إحساسا بالإنجاز لدى الطرف الآخر (حماس)”.
ونوه إلى أن “العدو يتعلم الدروس، ويبذل جهودا لمنع الاستخبارات الدقيقة عن الجيش، وتقليص نجاعة النار الإسرائيلية بواسطة التحصن والتوزع والتخفي”، لافتا أن “حماس تفهم امتناع إسرائيل عن احتلال القطاع، وهي تشعر أن بإمكانها مواصلة المواجهات مع إسرائيل دون أن تدفع ثمنا باهظا”.
ورأى الخبير، أنه “لا مفر من جباية ثمن باهظ من حماس بين الحين والآخر، يخلق ردعا طويلا”، مقدرا أن “معركة برية لفترة محدودة ستحقق نتيجة أفضل من النشاط الحالي”.
وتابع: “ينبغي المناورة في أرض العدو والعثور عليه وإبادته، أو اعتقال رجاله وتحطيم أسطورة المقاومة”، مؤكدا أن “جهود “الاستخبارات النارية” هامة، ولكن لا يمكنها أن تشكل أكثر من دعم للجهود الأساسية، المتمثلة في الجهود البرية”.
ولفت عنبار، إلى ضرورة أن “يكون الجيش جاهزا لتنفيذ مناورة واسعة وسريعة، وذلك أولا؛ لأهمية احتلال أرض هي قاعدة انطلاق للمنظمات العسكرية لسحب حرية العمل منها”، معتقدا أن “تقليص النار المتواصلة على الإسرائيليين، لن تتحقق إلا عبر قوات مناورة تسيطر على الأرض وتصفي قوات العدو وتمنع إطلاق الصواريخ”.
وثانيا، لأن “قدرة المناورة هي أداة مركزية لتحقيق الردع، فالعدو كفيل بأن يمتص ضررا جسيما من الجو، ولكن وجوده ككيان سلطوي لا يكون عرضة للخطر، وفي المقابل، فإن احتلال أرض واسعة يفرض تحديا أكبر بكثير”.
وبين أن “تمثيل قدرة المناورة والحسم ضروري لتعزيز الردع ولدحض التقدير بأن المجتمع الإسرائيلي ضعيف ويخاف من الإصابات”، مضيفا: “صحيح أن للاحتكاك العالي أثمانا، ولكن مدة القتال القصيرة نسبيا كفيلة بأن تؤدي إلى عدد قليل من الإصابات في الجبهة الداخلية”.
وأما ثالثا بحسب الخبير الإسرائيلي، “فالمناورة هي أداة مركزية لحسم الجيش التقليدي، وهذا تهديد من شأنه أن يتحقق في جبهات أخرى، وأما تطوير قدرة مناورة برية للجيش فهي خطوة تحتاج إلى الوقت، وإهمالها رهان خطير”.
ونبه أن “الحملات الكبرى، التي تجرى بين حين وآخر، تحدث الردع المؤقت؛ الذي يسمح بفترات هدوء طويلة ويمنح الهدوء لسكان غلاف غزة”، منوها أن “الجمهور الإسرائيلي ملزم بأن يفهم أنه لا توجد ضربة واحدة تنهي غزة، بل صراع قوى متواصل ينتصر فيه المرء بالنقاط، كما أن القدرة الإسرائيلية على إدارة حرب استنزاف في غزة والحفاظ على طيف واسع من إمكانيات العمل، يدل على القوة الإسرائيلية”، بحسب زعمه.