الاربعاء 21 اغسطس 2019 08:50 م بتوقيت القدس
رجّح "مسؤول إسرائيلي كبير" أن تقوم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالإعلان عن الشق السياسي لخطة الإملاءات الأميركية المعدة لتصفية القضية الفلسطينية، خلال الفترة القريبة المقبلة، دون الإشارة إلى أن ذلك سيحدث قبل الانتخابات العامة في إسرائيل، المقررة في الـ17 أيلول/ سبتمبر المقبل، أم بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فيما كشف عن الشروط التي وضعتها إسرائيل للتعامل مع الصفقة الأميركية.
وشدد المسؤول الإسرائيلي (الذي رفض الكشف عن هويته) في حديثه لصحيفة "يسرائيل هيوم" من العاصمة الأوكرانية كييف، حيث رافق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في زيارته التي انتهت مساء اليوم، ولعل المصدر كان نتنياهو نفسه، على أنه "إذا كانت خطة إدارة ترامب تحتوي على بنود تتعارض مع مصلحة إسرائيل، فإن نتنياهو سيعارضها".
ووفقًا للمصدر، فإن الحكومة الإسرائيلية "أوضحت لإدارة ترامب ما هي الخطوط التي تعتبرها حمراء وترفض الاقتراب منها أو التنازل عنها، وأوضح من ضمن هذه الأمور "رفض إخلال المستوطنات والمستوطنين من الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف المصدر أن المسؤولين الإسرائيليين شددوا خلال اجتماعهم مع مسؤولين في البيت الأبيض على أن الطلب الإسرائيلي بـ"السيطرة الأمنية الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، في جميع الاتفاقيات المستقبلية، وكذلك الحفاظ على وحدة القدس".
ووفقًا للمصدر، ستعارض إسرائيل أيضًا عودة اللاجئين الفلسطينيين و"دخول أي فلسطيني إلى الأراضي الإسرائيلية (المحتلة عام 1948)".
ولفت المصدر الدبلوماسي، بحسب "يسرائيل هيوم" إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترجح "باحتمالات مرتفعة جدا"، أن يتم نشر الخطة الأميركية في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، لكنه أشار إلى أن الأمر يرجع إلى قرار الرئيس ترامب.
وأضاف المسؤول أنه على الرغم من أن هذه الإدارة الأميركية "متعاطفة للغاية مع المصالح الإسرائيلية"، إلا أن "هناك دائمًا مجال للمناقشة والمفاوضات".
يذكر أن الرئيس الأميركي قال يوم الأحد الماضي، إنه سيعلن على الأرجح عن الخطة المعروفة بـ"صفقة القرن"، والتي صاغها مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية التي ستنظم في الـ17 من أيلول/ سبتمبر المقبل.
وكوشنر صهر ترامب وهو المهندس الرئيسي لخطة تنمية اقتصادية مقترحة بقيمة 50 مليار دولار للفلسطينيين ومصر والأردن ولبنان بزعم إحلال السلام في المنطقة.
وكانت مصادر دبلوماسية مصرية قد كشفت كواليس زيارة كوشنر إلى القاهرة، بجاية الشهر الجاري، وقالت إنه فور وصوله إلى العاصمة المصرية التقى والوفد المرافق، رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي أطلعه بدوره على ما دار في الاجتماع الذي عُقد في وقت سابق من الأسبوع الحالي، مع مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في عدد من دول المنطقة.
وأوضحت المصادر، أن جولة كوشنر في المنطقة هدفها الأساسي التنسيق بشأن تدشين وإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية "التحفيزية"، على حد تعبير المصادر، بين الدول التي تستهدفها "صفقة القرن" الأميركية، وفي مقدمتها مشاريع الغاز الطبيعي والربط الإقليمي الخاص بها.
وكان كوشنر قد وصل إلى القاهرة، قادمًا من إسرائيل في إطار جولة في المنطقة تمهيدًا لنشر تفاصيل الخطة الأميركية. وبحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل كوشنر بحضور وزير الخارجية سامح شكري، وعباس كامل، ومن الجانب الأميركي المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والمبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك.
وكان كوشنر قد زار إسرائيل والتقى نتنياهو، وذلك عقب زيارة للأردن التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتباحث معه بشأن "صفقة القرن". وتأتي زيارة كوشنر بعد اجتماع سري لأجهزة مخابرات مصر والسعودية والإمارات والأردن بحضور رئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، تم التباحث خلاله بشأن مجموعة من الملفات المرتبطة بالخطة الأميركية، وكذلك بحث مسألة تصاعد التوتر في منطقة الخليج وتضييق الخناق على طهران.