الاحد 25 اغسطس 2019 21:36 م بتوقيت القدس
اتهم مسؤولون ومحللون إسرائيليون رئيس وزراء حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، الأحد، بأنه يستخدم العدوان، الذي استهدف مواقع إيرانية "مزعومة" في سوريا، لـ"أغراض سياسية".
وليلة السبت/الأحد، أعلن نتنياهو، مسؤولية كيانه عن عدوان استهدف فيلق القدس في العاصمة السورية دمشق.
وقال نتنياهو، في تغريدة على حسابه على تويتر، "بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجومًا من قبل فيلق القدس والميليشيات"، وأضاف أن "إيران ليس لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني".
وتابع "أصدرت تعليمات للاستعداد لكل سيناريو. سنواصل العمل ضد إيران والمنظمات التابعة لها بتصميم ومسؤولية".
وانتقد موشيه يعالون، القيادي في حزب "أزرق-أبيض"، والذي عمل في السابق وزيرا للحرب ورئيس للأركان، إعلان نتنياهو مسؤولية إسرائيل عن الهجمات ضد القوات الإيرانية في سوريا".
وقال يعالون، في مقابلة إذاعية مع هيئة بث الكيان، "نفذنا عمليات كثيرة كهذه، لكننا لم نسارع لإبلاغ أصدقائنا والإعلان عن مسؤوليتنا عنها، وفي الفترة الأخيرة يتم استخدام هذه العمليات لأغراض سياسية، وهذا يؤسفني".
كما هاجم رئيس وزراء الكيان السابق إيهود باراك، نتنياهو، ونشر مقطع فيديو على حسابه على تويتر، قال فيه "إن الخطر الوجودي الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل، وهو أشد من خطر الإرهاب والصواريخ وحتى من إيران، هو خطر انهيار إسرائيل من الداخل، عبر القضاء على الديمقراطية فيها، وفرض السلوك الديني فيها، والفساد الذي ينهش كل دوائر الحكم، ومع حقيقة عدم وجود استعداد للحديث بصدق عن مستقبلنا".
وفي مقابلة مصورة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال باراك، الأحد، إن "الهجوم الإسرائيلي في سوريا لا علاقة له بالردع، بل هو ثرثرة ستأتي بالضرر على إسرائيل، وظاهرا باتت ملازمة للحكومة الحالية التي تسارع إلى الإعلان عن مسؤوليتها عن هجمات خارجية، بعد أن أمضت إسرائيل عقودا وهي تنفذ عمليات ضمن سياسة الغموض، التي تمنع الآخرين من الرد عليها".
وأضاف باراك، "الثرثرة نابعة من دوافع سياسة لدى نتنياهو، وهذا صحيح دائما، بدءا من اللحظة التي أعلن فيها عن استيلاء إسرائيل على الأرشيف النووي الإيراني".
ويقصد باراك، بانتقاده محاولات الائتلاف الحكومي للكيان الإسرائيلي بقيادة نتنياهو تقييد صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية، وكذلك استسلام نتنياهو لابتزازات لأحزاب الدينية القومية والحريدية بقبوله فرضها أحكام الشريعة في إسرائيل مثل حرمة السبت، والسعي لإعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وفي حديثه عن الفساد، قصد باراك تهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة التي يواجهها أكثر من مسؤول إسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو نفسه، إضافة إلى وزير الرفاه حاييم كاتس، الذي قدم استقالته مؤخرا بعد توجيه لائحة اتهام له، وأعضاء كنيست عن حزب الليكود مثل دافيد امسالم، المقرب جدا من نتنياهو.
كما اعتبر المحلل أمير بوخبوط، في موقع "واللا" الإخباري، أن خطر الطائرات المسيرة الذي قالت سلطات الاحتلال إنها أحبطت هجوما بها كان فيلق القدس الإيراني يسعى لتنفيذه من الأراضي السورية، ليس الخطر الحقيقي، بل سعي إيران إلى إقامة محور بري من أراضيها عبر العراق وسوريا وصولا إلى لبنان.
وأضاف بوخبوط، أن "هذه المحور البري سيمكن إيران من نقل أسلحة أشد خطرا إلى سوريا ولبنان.. فالمشكلة الإيرانية أكبر من هجوم بطائرات انتحارية ذات قدرة تدميرية صغيرة، لأن خطر طهران يكمن في توفيرها الدعم لعشرات الآلاف من أعضاء ما وصفها "ميلشيات شيعية"، عبر المحور البري في العراق وسوريا ولبنان.. وربما في المستقبل قد يجد طريقا إلى غزة".
أما المحلل البارز في القناة 12 العبرية إيهود إيعاري، فقال "إن إسرائيل تخوض المواجهة مع إيران بشكل منفرد، بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عنها في المواجهة الفعلية".
وأضاف إيعاري، "صحيح أن ترامب فرض عقوبات قاسية على إيران، وانسحبت إدارته من الاتفاق النووي الدولي، لكنه ترك الآخرين يخوضون المعركة الحقيقية مع إيران. وحاليا إسرائيل تخوض المعركة بالوكالة عن الولايات المتحدة، وتقوم بالمهام التي يتجنب القادة الأمريكيون تنفيذها".
وتابع "الإيرانيون يشعرون أن لهم الحرية الكاملة لإرسال صواريخ إلى المناطق التي ينعدم فيها التواجد العسكري العراقي، لذلك تقوم إسرائيل بشن هجمات على هذه الأهداف، لكن هذا لن يوقف الإيرانيين، وستدفع إسرائيل الثمن".