الجمعة 30 اغسطس 2019 20:06 م بتوقيت القدس
قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة “الحريات” المنبثقة عن لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني، إن عقلية الأسترالي دنيس روهان المجرم الذي حرق الأقصى قبل 50 عاما، هي ذات العقلية التي تحكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأفكاره المنبثقة عن “الأصوليين الجدد”، وحذر من كون سياسات ترامب فيما يخص القدس المحتلة والمسجد الأقصى، ستؤدي إلى إحراق المنطقة.
وتحدث الشيخ كمال خطيب، الأربعاء، في لقاء مباشر لبرنامج “بلا حدود” على قناة “الجزيرة” القطرية، لمناسبة الذكرى الـ 50 لحريق المسجد الأقصى المبارك على يد الأسترالي مايكل دنيس روهان في 21/ 8/ من العام 1969.
وأكد خطيب أن منطلقات روهان الأسترالي لحرق المسجد الأقصى، كانت استنادا إلى خرافات تلمودية من أن حرق الأقصى سيعجل نزول السيد المسيح عليه السلام، مشيرا إلى أن عقلية ما يسمى “الأصوليون الجدد” تحكم عالم اليوم من خلال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحسوب على نفس المدرسة، وقال “إن ترامب بسياساته يهيئ الظروف لحريق يعم المنطقة”.
وأشار إلى تواطؤ المؤسسة الإسرائيلية مع المجرم روهان، لافتا إلى التقارير التي نشرت في أعقاب حريق الأقصى المشهور وتحدثت عن “قطع للمياه عن الأقصى يوم الحريق ومنع الاحتلال قدوم سيارات الإطفاء من مدن الضفة الغربية إلى الأقصى”.
وأكد مجددا أنه “لا يوجد أي حق لليهود في القدس والأقصى” وقال إن “الوجود العربي الكنعاني في القدس ثم الوجود الإسلامي هو الأصل الثابت وما عداه من وجود لكيانات أخرى كان وجودا طارئا”.
وقال إن المؤسسة الإسرائيلية بتواطؤها مع المدعو روهان كانت تريد انهاء وهدم الأقصى، بهدف إيقاع أكبر قدر من الوجع والألم بنفوس المسلمين بعد احتلال الأقصى عام 1967، منوّها إلى “ندم إسرائيل على عدم هدم الأقصى خلال حرب 67، بحسب الكثير من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين”.
وشدّد على أن المخططات الإسرائيلي في القدس والأقصى للتهويد والسيطرة لم تتوقف وهي تسير وفق جدول زمني تشرف عليه لجنة مكونة من 8 مدراء عاميين لـ 8 وزارات ما يشير إلى مدى الإصرار والاهتمام الإسرائيلي بهذه المسألة.
وندّد خطيب بالمواقف الرسمية المهرولة للتطبيع مع الاحتلال، مؤكد أنها “زادة من وقاحة الاحتلال وصلفه وتصعيده في القدس والأقصى”.
وجدد اتهامه للإمارات بتسريبها لعقارات المقدسيين لصالح جهات استيطانية بمعاونة عميلها المدعو محمد دحلان، وقال: “إن إماراتيين يقومون بتحويل ملكية عقارات في القدس إلى إسرائيليين بعد شرائها عبر وسطاء، وإن شخصيات إماراتية مارست التضليل والتدليس لشراء منازل من فلسطينيين في القدس لبيعها لاحقاً لإسرائيليين”.
كما ندّد بالمواقف السعودية التطبيعية مع الاحتلال، مشدّدا “سنبقى نقول الحق بوجه سلطان جائر” في إشارة إلى اتهاماته السابقة للسعوديين بزعمهم “خدمة الحرمين، مستنكرا، الزيارة التي قامت بها مجموعة من الإعلاميين السعوديين للقدس من بوابة التطبيع مع إسرائيل، مضيفا أن “أهل القدس يريدون زيارة العرب والمسلمين لمدينتهم “فاتحين لا سائحين””.
وعن سحب الوصاية الهاشمية على القدس؛ قال خطيب إن هناك مظاهر وخطوات لسحب هذه الوصاية بل وإعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي، ومن ذلك الحديث عن أن المسجد الأقصى “غير مقدس”. فهذه كلها أدلة ثابته على توجه كامل لسحب الوصاية، والقضية لم تعد عفوية وإنما صارت تمهيدا فعلا لسحب الوصاية.
وحول دعوة علماء عرب إلى زيارة الأقصى؛ قال إنه يحمل وزر هذه الدعوات لمفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة الذي زار الأقصى من باب المغاربة عام 2013، وهو الباب الذي لم يدخل منه مسلم بسبب السيطرة الإسرائيلية التامة عليه، وتبعه بعد ذلك الشيخ علي الجفري.
وفي ختام اللقاء، لفت الشيخ كمال خطيب إلى أن “العديد من الاحتلالات مرّت على القدس وكلها زالت واندثرت وكذلك سيكون مصير الاحتلال الإسرائيلي”.