الحرب النفسية طريقة ناجعة لا حاجة للمليارات في سبيل ترويجها , نحن من ينحرف بأمور نبحث عنها عن طريق تنزيل برامج وألعاب خطيرة خادعة تجعلك مدمن لتثبت أنك مع التطور والتقدم , وفي الحقيقة تؤثر على سلوكياتك بشكل سلبي وما هي إلا خطط مدروسة للإحباط والكسل وربما لتصبح عنيف دون أي قصد لكن مهاراتك في الإنحراف التدريجي سيطر على علاقاتك الإجتماعية وأصبحت العزلة أكبر همك .

ثم أننا لا ننسى الطريقة الجهنمية التي إخترعتها محطات التشينج , والمعاملات النقدية بالربا وصرف الشيكات , وإستغلال الفقير الضعيف الذي أراد العيش بكرامة ولضيق حالته المادية تحولت حياته إلى نار جحيم بسبب مقاول محتال إغتصب حقه دون حسيب أو رقيب وكانت النتيجة ....الدمار والهلاك وعسر المعيشة النكدة والعصيبة وبات يسخط على مجتمع فاقد الضمير ولا حول ولا قوة .

ثم أن الآثار السلبية التي يتأثر بها الكبير قبل الصغير وهي طريقة أفراحنا التي تبدأ يا هلا حيوا الضيوف بالرماح وبالسيوف .... وترى السيوف اللامعة تعانق السماء وفي يوم من الأيام ستقطع بعض الرقاب وهذا حصل....
أطفالنا في أيام العيد ماذا يقتنون ؟ الفرد مع حبات الخرز التي من الممكن أن تطفئ العين لو دخلتها ... ثم أنهم يقتنون السيوف من البلاستيك وهذا مؤشر واضح للعنف ... ولا ننسى الملابس التي عليها صور البطل معتز من المسلسل السوري باب الحارة المشؤوم وفي بعض الحالات كانت الشباب تقلد هذا الممثل الهابط بطريقة حركاته ونبرته الإستفزازية التي أثرت سلبيا"على جيل كامل .

ومتابعة لا تقل أهمية من الرعب مسلسل الهيبة مصدر العنف وحكم الغاب بعيد عن حكم الدولة والقانون ,,,, تهريب أسلحة ,,, تطويق مناطق لا يستطيع الجيش ولا رجال القانون دخولها ,,, أم جبل تلك المرأة المتسلطة صاحبة ضرب العصى بتمرد وكأن فرعون قام من جديد ليصمت أمامها الرجال والنساء ولا أحد يستطيع مقاطعتها أو عدم تنفيذ أوامرها المدمرة لحتى أصبح أولاد العم في حرب لها بداية دون نهاية , وكما أسلفت في بداية مقالي هذه أمور مدسوسة ومدروسة لننشغل بها وفي المقابل ما هي إلا إنتهاكات حرياتناوهذا هو شبح الإرهاب الذي أخرس المسؤولين قبل المواطنين ليكون بداية جهلنا وكراهيتنا لبعضنا لنولد العنف لنصل إلى طريق مسدود ولا حلول سلمية من مجتمع غير سليم.

نعم سادتي الكرام بأبخس الأسعار ودعنا خيرة شبابنا لأننا نتهم الغير ونلجأ إلى الإضرابات وإغلاق الشوارع وكأننا قدمنا ما بوسعنا في مجال التربية , الأم تذهب إلى المدرسة لتوبيخ المربية أمام الطلاب , الأب يدوس قوانين الكرامة والإحترام لمدير مدرسة كانت له ملاحظة لصالح الطالب , الجيران يتقاتلون على حاوية نفايات , الإخوة في نفس العمارة يصل بهم الحال للضرب بسبب موقف للسيارة , آباؤنا وأمهاتنا في بيوت العجزة بسبب زوجة إبن لا تطيقها .... الأمر يطول ولا أريد المزيد.

ندائي إلى النواب العرب .....
كفاكم زيارات مكوكية بين تل أبيب ورام الله وفي أرقى منتجعات العالم بحثا" عن حلول لقضية أنتم غير مؤهلين ولا أحد أعطاكم الوكالة ,,, لكن دوركم هو مشاكلنا وحل قضايانا الساخنة المؤلمة ,,, نحن نراكم في المآتم وقت إراقة الدماء لتكون لكم منصة للخطابات ليتحول المأتم إلى سياسة وكسب أصوات ,,, لا أراكم الله مكروهاً بعزيز وأعظم الله أجركم وأحسن عزائكم وعسى أن لا نراكم مرة أخرى في مقتل شبابنا , نريد منكم أن تدخلوا البيوت التي بحاجة إليكم لتدرسوا أوضاعها ولا تحصدوا أصواتها , نريد منكم زيارة المرضى في المستشفبات ودعمهم , نريد منكم محاضرات في المدارس العربية واليهودية للعيش بكرامة بين الشعوب والديانات لنتقارب كي نبني مجتمع بعيد عن سياسة أنا عربي وهو يهودي وأنا مسلم وهو مسيحي أو درزي ... مجتمع واحد آمن يعيش بسلام خير من ممتلكات الدنيا وما بين السماء والأرض من كنوز.

قطرة دم لا تساوي العالم بأسره.

الكلمات الدلالية :