الخميس 10 اكتوبر 2019 21:54 م بتوقيت القدس
شن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، هجوما حادا على مصر والسعودية، بعد انتقادهما عملية "نبع السلام" العسكرية التركية شمالي سوريا.
وقال أردغان في كلمة ألقاها، خلال مشاركته في اجتماع موسع لحزب "العدالة والتنمية"، التي نقلتها وكالة أنباء "الأناضول" التركية، "على السعودية أن تنظر في المرآة قبل أن تنتقد عملية نبع السلام".
وتابع "من أوصل اليمن إلى هذه الحالة إلا السعودية، والرئيس المصري على الأخص، لا يحق له الكلام أبدا، فهو قاتل للديمقراطية في بلاده".
واستمر "سأذكرهم بالأسماء، وأدعوهم لأن يكونوا صادقين، سأبدأ من المملكة العربية السعودية، وأقول عليكم أن تنظروا إلى المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة، كيف هي أوضاع اليمن الآن، ألم يمت آلاف الأشخاص في اليمن، عليكم أولا أن تقدموا حساب ذلك".
واستطرد قائلا "اليمن حاليا يعاني من فقر شديد، دمرتم كل مكان فيه، قدموا حساب ذلك أولا، أنتم لا تستطيعون أن تتطاولوا علينا بشأن العملية التي أطلقناها في سوريا بهدف مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية".
واستمر الرئيس التركي قائلا "أما رئيس النظام في مصر فلا تتكلم أبدا، فأنت قاتل للديمقراطية في بلدك، وأنت السبب في وفاة مرسي الذي انتخب بنسبة 52% من أصوات المصريين، داخل قاعة المحكمة، وربما قمت بعملية لقتله، ولم تسمح لأسرته بحضور مراسم دفنه، أنت قاتل".
وأردف "قيل إن السيسي اجتمع مع أحدهم وندد بعملية نبع السلام، إن ندّدت أو لم تندد فهذا لن يغير في الأمر شيئا، فنحن لا نشك بوضوئنا كي نشك بصلاتنا، نحن بدأنا هذا الطريق بإيمان، فالشعب السوري وخاصة القاطنين قرب حدودنا، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر قدومنا، محبتنا للشعب السوري غير قابلة للنقاش".
وأوضح أردوغان أن تركيا لا تقبل على الإطلاق انتقاد عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا لمكافحة الإرهاب، في وقت تسرح وتمرح عشرات القوى الأجنبية داخل الأراضي السورية.
وأردف "تركيا لا تكافح الإخوة الأكراد في شرق الفرات، بل تقاتل التنظيم الإرهابي، وأن تركيا ربما تكون القوة الوحيدة المشروعة داخل الأراضي السورية".
واستنكر أردوغان، ما يذكر بشأن وقوف تركيا ضد الشعب الكردي، بقوله "ما زلنا حتى اليوم نستضيف 300 ألف من إخوتنا الأكراد الذين توافدوا إلى بلادنا من مدينة عين العرب السورية، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يريان ذلك".
وتابع قائلا "يتطاولون على الخطوة التي أقدمنا عليها من أجل وحدة سوريا، ابقوا جانبا فنحن سنواصل دربنا، الهدف من هذه العملية، هو المساهمة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدتها السياسية".
كما انتقد أردوغان مواقف دول الاتحاد الأوروبي حيال عملية "نبع السلام" قائلا "إن حاولتم وصف عملية نبع السلام بالاحتلال، فإن عملنا سهل جدا، نفتح أبوابنا ونرسل إليكم 3.6 مليون لاجئ".
وأردف قائلا "الاتحاد الأوروبي يقول إنه لن يرسل الدفعة الثانية من المساعدات للاجئين السوريين والبالغة قيمتها 3 مليارات يورو، أنتم لم تفوا بوعودكم أبدا ونحن لم نعتمد عليكم، سنتدبّر أمورنا ولكن في الوقت نفسه نفتح الأبواب أمام اللاجئين".
وتابع "يا ترى كم سوريًّا احتضنتهم بعض البلدان العربية والأوروبية التي تنتقدنا؟ ننتظر إجابة على هذه الأسئلة".
وقال أردوغان "حياتكم كلها كذب. هاجموا رجب طيب أردوغان كما تشاؤون، نحن نسير بخطوات واثقة في هذا الطريق".
كما تحدث عن الرئيس السوري بشار الأسد قائلا "مع الأسف لم يكن خيار النظام لصالح الطرق الديمقراطية وإنما طريق القسر. بشار الأسد قتل قرابة مليون شخص في سوريا".
وخاطب أردوغان أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" قائلا "نحن عضو في الحلف والمادة الخامسة للحلف تنص على مناصرة أية دولة في الناتو حين تتعرض لهجمات إرهابية".
وأضاف قائلا "أدعو الذين اعتادوا على انتقاد تركيا في وقت يغضون طرفهم عمّا يحدث في سوريا، إلى التعقل والأخلاق والوجدان، فتركيا لا تطمع في أراضي وأملاك أية دولة، وكذلك الجيش الوطني السوري الذي يتحرك معها".
وتابع "لا نقبل أبدًا أن يتضرر أحد في عملية نبع السلام وخاصة المدنيين، وليثق الجميع بأن داعش لن يظهر مجددا في المنطقة التي تبسط تركيا سيطرتها عليها، وأود أن أقدم هذه الضمانة للعالم بأسره".
وأردف قائلا "من استوجب بقاؤه في السجون من عناصر داعش، سنواصل حبسه، ومن ترضى بلاده باستقباله سنعيده إليها".
واستطرد "لا نريد مصيبة داعش مرة أخرى، ولا نرغب بأن تُصاب دول الاتحاد الأوروبي بهذه المصيبة، سنقوم بما يلزم حيال عناصر داعش المتواجدين في المناطق التي ستخضع لسيطرتنا".
هذا وبدأت تركيا يوم أمس الأربعاء، عملية عسكرية شمالي سوريا، تحت اسم " نبع السلام" وادعت أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته "الممر الإرهابي" المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار محاربة "داعش".