الجمعة 11 اكتوبر 2019 13:58 م بتوقيت القدس
أكّد المحامي المختص في شؤون القدس والأقصى خالد زبارقة، أن الخطة الإسرائيلية لوقف نشاط تركيا بالقدس، خطة تنسجم مع ملاحقة وتجريم الاحتلال للعمل الجماهيري الشعبي ونشاط جمعيات المجتمع المدني تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”.
وتأتي أقوال زبارقة تعقيبا على خطة وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي كشفتها صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية قبل أيام، على تجهيز خطة تهدف إلى محاربة النفوذ التركي بالقدس والأقصى، والتي ستعرض على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) للمصادقة عليها.
ولفت المحامي خالد زبارقة إلى أنه على هذا الأساس حظرت إسرائيل الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، ومنعت سلطات الاحتلال نشاط مؤسسة “ميراثنا” لحماية التراث التركي ومقرها في إسطنبول التي تدعم مشاريع العائلات المستورة (الأسر المتعففة) بالقدس، وترميم وصيانة المنازل، وتدعيم التجار داخل أسوار البلدة القديمة.
وأوضح زبارقة في تصريح إعلامي أن هذه الإجراءات جزء من الحرب الديموغرافية والتطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل في القدس، بغرض الوصول إلى مدينة يهودية خالصة من الأغيار.
وأكد أن النشاط التركي يسهم في تدعيم وتثبيت الوصاية الأردنية، وهو الدور الذي يزعج إسرائيل، في ظل ارتماء النظام الرسمي العربي بأحضان إسرائيل ودور السعودية والإمارات بدعم المشروع الصهيوني بالقدس.
ولفت المختص في شؤون القدس والأقصى إلى أن هناك بعض الأنظمة العربية التي تتناغم مع المشروع الصهيوني بالقدس وفلسطين، فيما تحول الدور التركي إلى أحد أهم من يعارض المشاريع الصهيونية والسياسات التهويدية والاستيطانية الإسرائيلية لتأكيد هوية وعروبة وإسلامية القدس.
وتتطلع الخطة للتفرد بالقدس القديمة والمقدسات والمسجد الأقصى عبر تثبيت المشروع الصهيوني “القدس الكبرى” الذي سيعلن عنه بحلول عام 2020، وذلك من خلال نزع الشرعية عن وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) ومقرها في رام الله، وسحب الإقامة الدبلوماسية من رئيسها، بولنت قورقماز، تمهيدا لطرده من البلاد.
وتوصي الخطة التي كشفت تفاصيلها صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأن تصعّد تل أبيب من نشاطها في مجال الدعاية ضد تركيا بالقدس، سواء المحاربة ميدانيا وملاحقة من يروج لنشاطات (تيكا).
بالإضافة إلى شيطنة شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب “دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجمعيات أهلية في القدس تصنفها إسرائيل على أنها إرهابية”، وزعم تحويله إسطنبول إلى معقل لقيادات مختلف الفصائل الفلسطينية، ومنافسته الرعاية الأردنية للمقدسات.
يشار إلى أن نشاط الحكومة التركية يتركز بصيانة وترميم المساجد، والنهوض بالجهاز الديني والمقدسات، كما خصصت ميزانيات لعشرات المشاريع التنموية والخيرية والاجتماعية، والاقتصادية والتعليمية والمدارس في القدس القديمة والأسواق.
وقد وظفت الحكومة التركية بالتنسيق مع الأردن عشرات الملايين من الدولارات لصيانة وترميم مسجد قبة الصخرة وطلاء الهلال بالقبة بماء الذهب، وكذلك صيانة مقبرة باب الرحمة التي تعتبر الخاصرة الشرقية لساحات الحرم.
بالإضافة إلى ترميم المنازل لدعم صمود المقدسيين وتثبيت العقارات ومنع تسريبها للجمعيات الاستيطانية، وأيضا إعادة تأهيل وتفعيل الأرشيف العثماني بالمسجد الأقصى، وتمويل الحفريات لصيانة وترميم وتدعيم الطريق المؤدي لباب السلسلة.