الاحد 24 نوفمبر 2019 08:22 م بتوقيت القدس
اعتبر الكاتب والمحلل العسكري الإسرائيلي، ألون بن ديفيد، أن سياسة الاغتيالات التي تنفذها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليست في محلها وذات جدوى دائما.
وقال بن ديفيد، في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبري، معلقا على سياسة الاغتيالات: “إلى أي حد ناجعة هذه الطريقة؟ فهل تقلص الإرهاب أم تشعل نار الثأر؟ هل القرار بالتصفية يكون شخص ما تدفعه الرغبة بمنع مواصلة عمله أم رغبة في محاسبته على ما فعله في الماضي؟”.
وأضاف بن ديفيد: “في السنتين الأخيرتين تحدثت مع مئات الأشخاص الذين انشغلوا بالتصفيات: بدءاً من أصحاب القرار، عبر المخططين وحتى المنفذين أنفسهم، أولئك الذين ضغطوا على الزناد”.
وتابع: “إسرائيل هي إحدى الدول الوحيدة في الغرب التي يمكن فيها لرئيس وزراء أن يأمر بإعدام شخص ما دون أن يكون ملزماً بأن يتشاور مع أي جهة أخرى أو أن تصادق معه على القرار”.
وأردف: “وحتى بعد التنفيذ، لا تخضع معظم عمليات التطبيع للرقابة أو المتابعة البرلمانية. إن القرار بتصفية شخص ما قد يكون أحد القرارات الأصعب التي يكون رئيس الوزراء مطالباً باتخاذها، وليس فقط بسبب المضاعفات. هذا قرار شخصي، عن شخص محدد، أنت تعرفه، وتعرف أبناء عائلته وما أنماط حياته. هذا ليس قراراً عائماً عن حرب أو معركة سيُقتل فيها مجهولون. ثمة أوقات صباحية ينظر فيها رئيس الوزراء في إسرائيل إلى المرآة ويعرف بأن أحداً ما، في مكان ما في العالم، لن ينال فرصة أن يرى حلول المساء”.
وكشف الكاتب الإسرائيلي، عن أن قرار اغتيال القائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا اصطدم بعائق، موضحا أن القرار اتخذ منذ أيلول الماضي.
وقال: “إن قرار تصفية أبو العطا بالذات اصطدم بعائق. ففي أيلول، بعد أن أطلق أبو العطا الصواريخ إلى أسدود وقطع مهرجاناً انتخابياً لرئيس الوزراء، أمر نتنياهو بتصفيته. واستعد الجيش والمخابرات للتنفيذ، ولكن كان هناك في الجيش الإسرائيلي من سألوا إذا كان القرار بالتصفية والكفيل بأن يؤدي إلى معركة لا يحتاج إلى إقرار الكابنت”.
وأضاف: “وقضى المستشار القانوني بأن بالفعل مطلوب قرار الكابنت، ونال أبو العطا مزيدا من الوقت”.
وتطرق على بعض عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل وجرب الوبال عليها، وقال: “تصفية زعيم حزب الله عباس موسوي في 1992 في لبنان جرّت عمليات ثأر جبت حياة أكثر من مئة إنسان، ولم يتوقع أحد مسبقاً بأن مكان موسوي سيأتي حسن نصر الله الكريزماتي الذي حول حزب الله من منظمة إرهابية إلى جيش له دولة”.
وأضاف: “محاولة التصفية الفاشلة لخالد مشعل في عمان في 1996 عظمت زعامته وجرّت أيضاً الإفراج الاضطراري عن زعيم حماس أحمد ياسين”.
وأوضح: “من الصعب جداً التقدير مسبقاً ما هي النتائج بعيدة المدى للتصفية. فالغالبية الساحقة من العمليات تنفذ ضد قنابل موقوتة حقيقية، مثل أبو العطا أو مثل المهندس يحيى عياش.. أناس يشكل استمرار نشاطهم خطراً جسيماً وفورياً ولا مفر من إزالة التهديد، حتى لو كان الثمن عالياً”.