الاربعاء 11 ديسمبر 2019 21:00 م بتوقيت القدس
أكد كاتب إسرائيلي اليوم الأربعاء، أن مباحثات التسوية مع فصائل المقاومة الفلسطينية ستسمح لها بالاستمرار ببناء قوتها العسكرية، وستكون التسوية خيارا خاطئا على الصعيد الاستراتيجي.
وقال شلومي ألدار، الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية، في مقاله بموقع المونيتور، إن التوجهات الإسرائيلية الجارية باتجاه التسوية مع حماس تسير في المسار الإيجابي، رغم أنه ليس المطلوب منهما أن يعترف كل طرف بالآخر، لكن هناك إمكانية للتوصل لترتيبات معينة، وهو ما أعلنه نتنياهو من جهة، ورؤساء السلطات المحلية في مستوطنات غلاف غزة من جهة أخرى، لدى لقائهم الأخير مع قائد الجيش أفيف كوخافي.
وأوضح أن المنافس الأقوى لنتنياهو في حزب الليكود، غدعون ساعر، هاجمه بسبب مباحثات التسوية الجارية؛ لأنها ستسمح لحماس بالاستمرار ببناء قوتها العسكرية، وستكون التسوية خيارا خاطئا على الصعيد الاستراتيجي”.
وأشار ألدار إلى أن مباحثات التسوية ستجعلنا أمام نموذج قاس لبناء حزب الله 2 في الجبهة الجنوبية في غزة، كما بني سابقا حزب الله 1 في الجبهة الشمالية في لبنان، وحين تأتي المواجهة المفترضة في اللحظة المناسبة للفلسطينيين، فإن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا على هذا المسار.
ولفت إلى أن “ساعر ليس مخطئا في تحذيره، لأن حماس دأبت على استغلال كل فترات التهدئة بعيدة المدى للاستعداد للمعركة القادمة من خلال استخلاص الدروس والعبر، هذا حصل في حرب غزة الأولى 2008-2009، حيث أدركت قيادة حماس العسكرية أنه لا بد من بناء منظومتها تحت الأرضية، ممثلة بشبكة الأنفاق الكفيلة بصد أي اجتياح بري إسرائيلي في المواجهة القادمة”.
وأوضح أنه “بعد حرب الجرف الصامد غزة الثالثة 2014، حين لم تؤت الأنفاق فائدتها المرجوة من وجهة نظر حماس، بدأت ببناء قوتها العسكرية على صعيد تطوير القذائف الصاروخية، وكيفية إطلاقها، بحيث لا يتم إطلاق قذيفة واحدة تقوم القبة الحديدية بإسقاطها، وإنما إطلاق عشرات القذائف دفعة واحدة، ما يصعب الأمر على القبة، والمنظومة الأمنية الإسرائيلية ونتنياهو خصيصا يدرك ذلك تماما.
وزعم أنه “رغم كل ذلك، لكن ليس هناك حتى اللحظة توجه إسرائيلي للإطاحة بسلطة حماس في غزة، ربما خشية من سيطرة منظمات صغيرة على القطاع أكثر تطرفا منها، بجانب الثمن الإنساني الباهظ الذي سيقع على عاتق إسرائيل، ما يجعل من التسوية مع حماس هو الخيار الافتراضي الواقعي لحكومة نتنياهو، مع أن التسوية مع حماس ستكون لصالحها، وسوف ترسخ من خلالها سلطتها في القطاع.
وأضاف أنه “حتى لو زعم نتنياهو أن التسوية لا تعني تبادل الاعتراف بين حماس وإسرائيل، لكن الواقع يقول عكس ذلك؛ لأنه يتحدث صراحة عن الاعتراف بحماس وقيادتها كأمر واقع، الأمر الذي قد يتطلب في المقابل من حماس وقف الأعمال العدائية تجاه إسرائيل، سواء إطلاق الصواريخ، أو المسيرات العنيفة”.
وختم بالقول، نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، إن “اتفاق التهدئة، لو تم إنجازه، فسيكون له تبعات اقتصادية واجتماعية، لأن غزة بحاجة دائمة للمساعدات الإنسانية، وفيما تصل نسبة البطالة في الضفة الغربية إلى 15-17%، فإنها في غزة تقفز إلى 43-47%، ما سيجعل ترتيبات التسوية حريصة على تخفيض هذه المعدلات”.