الاثنين 16 ديسمبر 2019 20:23 م بتوقيت القدس
قالت كاتبة إسرائيلية، إن “هذه الأيام تعيد إلى الأذهان مرور 32 عاما على انطلاق الانتفاضة الفلسطينية المسماة انتفاضة الحجارة، حيث سجل التاسع من كانون الأول/ ديسمبر لعام 1987 اليوم الأول لاندلاع هذه الانتفاضة، التي بدأت عقب تشييع جنازة أربعة عمال قتلوا في عملية دهس سائق شاحنة إسرائيلية، وما لبثت أن بدأت الأحداث بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، ثم انتقلت لباقي أنحاء القطاع، فالضفة الغربية والقدس”.
وأضافت سارة هعتسني-كوهين في مقالها بصحيفة “مكور ريشون”، أن “اندلاع انتفاضة الحجارة شكل مفاجأة لنا نحن الإسرائيليين، وكذلك للقيادة الفلسطينية المقيمة آنذاك في تونس، لأن أي أحد لم يخطط لتفجير هذه الانتفاضة، التي أسفرت في النهاية عن توقيع اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير عام 1993، ونتج عن وصول ياسر عرفات والقيادة معه للأراضي الفلسطينية”.
وأوضحت أنه “بعد سنوات قليلة من انتهاء انتفاضة الحجارة الأولى، انطلقت الانتفاضة الثانية التي صاحبت معها ألف قتيل إسرائيلي، مع العلم أن المبادرين لاتفاق أوسلو من السياسيين الإسرائيليين أخفوا اتصالاتهم مع الفلسطينيين عن المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بمن فيها الموساد والشاباك وأمان، كما كشف الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب”.
وأكد أن “رئيس الموساد آنذاك شبتاي شافيت أتى إلى إسحاق رابين رئيس الحكومة الراحل، وسأله عن حقيقة وجود قنوات خلفية سرية في الاتصال مع الفلسطينيين، في المرتين الأولى والثانية نفى رابين ذلك، لكنه في المرة الثالثة طلب منه ألا يشغل نفسه كثيرا بهذه القضية”.
وأشارت إلى أن “رابين ومساعدوه أرادوا أن يدفعوا إلى الأمام خطة حل الدولتين، ووعدوا بإيجاد شرق أوسط جديد، وإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، وتناول وجبة الحمص في دمشق، وبالفعل بدأ الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق، وتركوا الأمن الإسرائيلي بيد الآخرين، ممن لم يخفوا أبدا نواياهم في القضاء على إسرائيل، والعودة إلى الرملة واللد”.
وأضاف أن “الفلسطينيين يقولونها صراحة، ويعلنون أنه في حال وقع بنيامين نتنياهو أو بيني غانتس على اتفاق سلام معهم، فإن ذلك لن ينهي الصراع مع إسرائيل إلا بإيجاد حل لقضية اللاجئين، أي أن تقام الدولة الفلسطينية المستقبلية على أراضي 1948، وليس 1967”.
وزعمت أن “إسرائيل حاولت تطبيق حل الدولتين في مناسبتين مختلفتين: الأولى في 1993 خلال التوقيع على اتفاق أوسلو في عهد إسحاق رابين، والثانية في 2000 خلال مفاوضات كامب ديفيد في مرحلة إيهود باراك، حتى في حقبة يهود أولمرت 2006-2008 لم تنجح المحاولات”.
وأوضحت أن “الانتفاضة الفلسطينية الثانية جاءت دامية وكارثية، ولم تنته باتفاق سلام، ولا الحصول على جوائز نوبل، بل بعملية عسكرية واسعة اسمها السور الواقي، عنوانها الواضح القضاء على البنية التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية”.
وختمت بالقول بأن “مناطق (أ) شكلت جوهر المشكلة الأمنية لإسرائيل، لأنها خاضعة للسيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية، وآنذاك حصل الجيش على ضوء أخضر من المستوى السياسي باجتياح كامل مناطق (أ)، وتنظيفها من كل الأسلحة، مما تسبب في النهاية بفشل اتفاق أوسلو، ومفاوضات كامب ديفيد، بسبب الحافلات المتفجرة والعمليات الانتحارية”.