الجمعة 24 يناير 2020 20:21 م بتوقيت القدس
على خلفية الكشف عن النهر السري في منطقة البحر الميت، وتخوفا من انجراف الألغام وتشكيلها خطرا على حياة الجوالة، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، عن المنطقة الممتدة بين عين بوكيك وعين جدي، المجاورة لمصانع البحر الميت على شارع رقم 90 – منطقة عسكرية مغلقة.
وجاء في بيان عسكري، أنّ "على المواطنين تنفيذ الأوامر العسكرية بهذا الصدد".
وعلى ضوء ما بات يعرف في الإعلام العبري بـ"النهر السري" قال جيولوجيون إنّ "هذا النهر ليس سريا ولكنه خطير، وهو عمليا ظاهرة معروفة لسريان الجدول مع الأملاح التي تضخ من برك التبخير لمصانع البحر الميت في المنطقة".
ويعرف العاملون في المعهد الجيولوجي الإسرائيلي - الذين يبحثون في منطقة البحر الميت لوفرة الظواهر الجيولوجية - الظاهرة ويتابعونها منذ عشرات السنين.
وكان جيولوجيون أعلنوا أنّ "النهر السري" هذا هو عبارة عن "تطور من جدول العربة والذي صبّ الملح في مجراه منذ نهاية الثمانينيات، ونشر هذا البحث في عدد كبير من المؤتمرات المهنية والجماهيرية في الداخل والخارج".
الباحث الإسرائيلي العاد دنتا، الذي يعمل حاليا في "معهد شمير لبحوث الجولان وفي المعهد الجيولوجي"، كتب رسالة دكتوراة في الموضوع وحتى أنّه نشر في 2017 مقالا عن جدول العربة كرد فعل على انخفاض مستوى البحر الميت. وأوضح أن "القناة التي نراها اليوم، هي استمرار لجدول العربة من الشمال إلى برك التبخير وحتى البحر الميت، واستطال جدول العربة بعد انخفاض مستوى البحر الميت وجفاف الحوض الجنوبي منه"، لافتا إلى أنّه "في الماضي كان الجدول يصب في الحوض الجنوبي واليوم وبعد الجفاف في الثمانينيات، يصب في الحوض الشمالي، وكما نعرف، يتدفق في الفيضانات فقط".
ونوه أن المقطع الذي تحدثت عنه القناة الإسرائيلية (كان 11) التي كشفت النقاب عن هذا "النهر السري" هو "مقطع في قسم منه يتدفق بين برك التبخير لمصانع البحر الميت الإسرائيلية والأردنية، ويتغذى في معظمه من الأملاح التي في برك مصانع البحر الميت، وعمليا، المياه التي نراها هي في واقع الأمر أملاح، والمياه به أكثر تركيزا من مياه البحر الميت".
وتابع دنتا في حديث مع "يديعوت أحرونوت"، أنه "في العقود الأخيرة، استطال الجدول وتعمقت القناة ومن المتوقع أن تتعمق في المستقبل أيضا بوتيرة عشرات السنتيمترات في السنة"، محذرا من خطورة التعامل معه لأنه في "قسم من حوض الصرف من الجنوب، توجد ألغام، وكل فيضان يجرف معه ألغاما تصل في قسم منها وتتبقى على ضفاف القناة وفي القناة ذاتها، وهذا ليس مكانا للتجول فيه".
كما حذر "المعهد الجيولوجي" الإسرائيلي، من خطورة "التجول في المنطقة، لأنها خطيرة ومزروعة بالألغام التي تنجرف مع الفيضانات وتتوزع على طول الجدول (على الضفة والشرفات وفي القناة ذاتها)، كما يمكن للألغام أن تكون مدفونة تحت طبقة رقيقة من التراب، وإضافة لذلك؛ البنية التحتية في المنطقة غير مستقرة؛ فالضفاف تنهار بشكل مفاجئ، كما يوجد في الجوار حقول من البواليع النشطة".
الباحث الكبير في المعهد الجيولوجي ايتي غبريئيلي، ذكر أن "مصانع البحر الميت تنفذ عملية استنفاد لبرك التبخير، وفي نهايتها تحرر من جديد إلى جدول العربة، ومن جدول العربة تتدفق نحو البحر الميت".
وأضاف قائلا: "حين تكون هناك مياه، كل شيء يزدهر، أما من الأملاح فلا تخرج حياة، وهناك لا وجود لأي شيء أخضر"، مؤكدا أنه "لولا مصانع البحر الميت لما كان هذا النهر قائما، وهو جزء من الإجراء الصناعي".
أما الباحث نداف لينسكي، وهو مدير مختبر البحر الميت في المعهد الجيولوجي، والذي يبحث في المنطقة منذ 17 عاما، ففسر القضية قائلا: "المصانع تضخ الأملاح طول العام، وهذا نهر غريب بلا شك، يصعب جدا الوصول إليه، ويوجد في منطقة ملغومة، ونحن نطير إلى هذه المناطق في مروحية وندخل في الخفاء، والسير هناك على الأقدام غير منطقي".
يوحنان أرتسي، مهندس يعمل في مصانع البحر الميت، أكد أنه "لا يوجد أي سر ولا يوجد أي شيء خفي، بل العكس. فهذا مغذى من برك التبخير (برك الإسرائيليين والأردنيين) وسيواصل التعمق طالما واصلت برك التبخير عملها".
وأشار الباحثون إلى أنّ هذه ليست ظاهرة طبيعية بل ظاهرة جيولوجية من فعل الإنسان، والكشف عن المكان ينبع ضمن أمور أخرى، من خطة وضعت للبحث في الظواهر الاصطناعية في المنطقة.
البحث والتحري
وكانت سلطة المياه الفلسطينية أصدرت، أمس الخميس، بيانا على ضوء ما تم نشره حديثا في وسائل الإعلام ال محلية والعربية، نقلاً عن تقرير بثه التلفزيون الإسرائيلي (كان 11)، تحت عنوان "نهر جديد سري في البحر الميت"، والذي لم يحدد فيه موقع النهر ولا أية معلومات دقيقة، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن الجهات الرسمية والمختصة ليس لديها علم بذلك.
وبهذا الصدد، ولأهمية تناول أخبار موثوقة مبنية على حقائق ومعلومات، أصدر رئيس سلطة المياه الفلسطينية، المهندس مازن غنيم، وفق البيان، تعليماته للطواقم المختصة بالبحث والتحري؛ للتأكد من صحة ما ورد من خلال بيانات واضحة، سيتم الإعلان عنها بشكل رسمي حال توفرها.
وطالب غنيم كافة وسائل الإعلام، بتحري الدقة وعدم الانجرار وراء أية أخبار لحين الإعلان عنها أو تأكيدها بشكل رسمي من جهات الاختصاص.
التعليقات
حنين24 يناير 2020
الموقع جميل وجذاب افضل موقع
حنين24 يناير 2020
مقاله جميله وجيده