الثلاثاء 17 مارس 2020 08:34 م بتوقيت القدس
في حين يسارع الكثيرون حول العالم لاقتناء أقنعة التنفس وغيرها من ملابس الوقاية الطبية للتحصن ضد انتشار وباء كورونا العالمي، يؤكد الخبراء أن أهم وسيلة للحماية هي اتباع قواعد النظافة الشخصية.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن عضو اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة التركية المختصة بمكافحة فيروس كورونا، الدكتور ألباي أزاب، قوله إن المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا تختلف حالاتهم ومدى تطور المرض لديهم.
وأوضح أن 80% من الحالات المصابة تصاحبها أعراض خفيفة ثم تتماثل للشفاء وما بين 10% إلى 15% من الحالات يمكن أن يحدث لها فشل حاد في الجهاز التنفسي وفشل كلوي وفشل في وظائف بعض الأعضاء، وما بين 2% إلى 5% من الحالات يمكن أن تنتهي بالوفاة.
وأكد أزاب أن الكمامة لا تكفي لوقاية الشخص من الإصابة بالفيروس، ولكنها تمنع انتقال العدوى من المصاب إلى الأصحاء، ناصحًا الأشخاص المعافين بعدم استخدامها، والاعتماد على تنظيف اليدين باستمرار وتجنب لمس الوجه والأنف والعينين.
وأضاف: "غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون وفركها جيدا كافٍ لحمايتها. وفي حال لم تكن هناك إمكانية لاستخدام الماء والصابون فيمكن استخدام كولونيا بتركيز 70 في المئة أو أكثر أو أي مُطهر كحولي".
وأوضح أن غسل اليدين المتكرر بهذا الشكل يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجلد والتسبب في بعض الأمراض مثل الإكزيما. لذلك يُنصح باستخدام كريم مرطب لليدين عدة مرات على مدار اليوم.
من الخطأ أيضًا الاعتقاد بأن غسل الأنف والغرغرة بالماء والملح يقتل الفيروس، والصحيح أنه يمكن أن يسبب ضررا لخلايا الجهاز التنفسي العلوي إذا كانت نسبة الملح عالية.
كما يمكن أن يضر بطبقة المخاط التي تمنع التصاق الفيروسات والبكتريا بخلايا الجهاز التنفسي وتعمل كدرع يحمي الجهاز التنفسي من العدوى والعوامل الخارجية. ونصح بتنظيف الأسطح بالماء المخلوط بالكلور بنسبة 1 إلى 100.
وعن الأغذية قال، الثوم والبصل من الأطعمة المضادة للميكروبات بفضل مادتي الأليسين والكريستين، إلا أنه لم يثبت علميا فائدتهما في الحماية من فيروس كورونا. أضاف: "صحيح أن الجهاز المناعي مهم جدا للوقاية من الفيروسات".
لكن لم يثبت أن أي طعام يقوي الجهاز المناعي على وجه الخصوص. المهم هو التغذية الصحية المتوازنة. هناك ثلاث طرق أثبتت الأبحاث العلمية أنها تقوي الجهاز المناعي ألا وهي التغذية المتوازنة والنوم الكافي والتمارين الرياضية.
من الخطأ أيضًا الاعتقاد بأن الفيروس سيختفي مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، لكن تهوية الأماكن المغلقة والمنازل ومكاتب العمل بشكل أفضل في فصل الصيف تقلل من فرص العدوى التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي.
كما أن ارتفاع درجات حرارة الجو وأشعة الشمس المباشرة تجعل الفيروسات تعيش لفترة أقل على الأسطح الخارجية.
واقتربت الإصابات العالمية بفيروس كورونا الجديد الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي، من 180 ألف إصابة، وتخطت الوفيات 7 آلاف حالة وفاة، فيما قارب عدد المتعافين من 78 ألفا.
وفي حين كانت أغلب الحالات مسجلة في الصين حتى منتصف الشهر الماضي، فإن مرض "كوفيد 19" انتشر على نحو متسارع في مناطق مختلفة من العالم، وبلغت الإصابات 28 ألفًا في إيطاليا و15 ألفًا في إيران و9 آلاف في إسبانيا، إلى جانب المئات في نحو 160 دولة أخرى.
وعطل عدد من الدول في الشرق الأوسط وأوروبا وبعض الولايات الأمريكية، الدراسة جزئيا أو بشكل مؤقت، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل ملايين المواطنين. كما عطلت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.
وصنفت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس/ آذار مرض فيروس كورونا "جائحة" أو "وباء عالمي"، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.