الثلاثاء 17 مارس 2020 17:52 م بتوقيت القدس
رسالة الى طلابنا الأعزاء
فيروس الكورونا اجتاح العديد من الدول المتقدمة من العالم بالذات، ومن ضمنها إسرائيل.
جميعنا يعيش حدثا متدحرجا، يتطلب منا جميعا، ويوميا، ممارسات حياتية جديدة.
جميعنا يعيش حالة من الارتباك والقلق والتوتر والترقّب - وهذا شيء طبيعي جدا.
جميعنا يتتبع بقلق التعليمات الصادرة من قبل وزارة الصحة والقرارات الصارمة من قبل الحكومة، من اجل لجم تفشي هذا الفيروس اللعين، الذي زرع الخوف والهلع في قلوب الجميع، وادّى الى عزل الكثير في الحجر الصحي، بالإضافة الى تشويش الحياة العادية: حدود أغلقت، مقاطعات عُزلت، جامعات ومدارس خرجت مرغمة الى عطلة قسرية، فنادق ومطاعم خاوية على عروشها، عمال سُرّحوا... والخشية من المزيد.
طلابنا وطالباتنا الاعزاء
لا نعرف ماذا يخبّئ لنا الغد، ولكن درهم وقاية خير من قنطار علاج، علينا الانصياع التام الى جميع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، بما في ذلك الحفاظ على قواعد العزل والتزام البيوت، الا في الحالات الضرورية جدا، والعمل حسب هذه التعليمات لحماية أنفسنا واهلنا ومجتمعنا.
ابناءنا الطلبة
مثلنا كمثل الجميع، نتابع عن كثب، وبقلق شديد، تدحرج هذا الحدث الرهيب، نتواصل يوميا وبشكل حثيث مع الهيئات الرسمية المختصة: وزارة المعارف، وزارة الصحة، المجلس المحلي، لجنة أولياء أمور الطلاب، نستقي منهم المعلومات والارشادات اول بأول.
ومما يثلج الصدر، ان جميع المربين والمعلمين مجنّدون لخدمتكم وحريصون على التواصل معكم يوميا، وذلك للاطمئنان عليكم ولمرافقتكم في محنتكم، وللتخفيف عنكم مغبّة حبسكم المنزلي، ولتبديد المخاوف الناجمة من ذلك، ثم للمحافظة نوعا ما على روتين تعليمي بقدر الإمكان.
ابناءنا وبناتنا الأعزاء
في القرن الواحد والعشرين، بات التعلّم عن بعد مطلبا حثيثا، وأضحت طرائق التعليم التقليدية غير كافية لتوفير الحلول لحالات الطوارئ، نحن كطاقم تربوي وتعليمي نخوض واياكم تجربة جديدة، لا عهد لنا بها من ذي قبل، لا أقول باننا جاهزون بالكامل - لأسباب لا تتعلق بنا - للتعاطي مع الوضع الراهن، ولا ادّعي بعدم وجود صعوبات وعوائق اثناء تمرير المواد التعليمية، وأيضا لأسباب خارجة عن سيطرتنا، ولكني فخور جدا بمعلميّ ومعلماتي، اذ التفّوا جميعا حول هذه المهمة الصعبة التي تواجهنا، وتجندوا وتفاعلوا مع الوسائل التكنولوجية الحديثة للتواصل مع طلابهم وتمرير المواد التعليمية والتمارين المختلفة.
باسمي وباسم كافة اعضاء الهيئة التدريسية نتمنى الصحة والعافية والسلامة لكم ولعائلاتكم، ونعدكم بالوقوف الى جانبكم في كافة الظروف، وللمتقدمين لامتحانات البجروت - لا تقلقوا ابدا فالوزارة سوف تختصر المواد المطلوبة للامتحانات، ونحن بدورنا سوف نهتم بتحضيركم كالمطلوب.
أيام عصيبة - كما يتوقع الخبراء - وتحديات عظام امامنا.
بالصبر والدعاء والالتزام بالتعليمات، نجتاز هذه المحنة ان شاء الله.
حافظوا على أنفسكم واهليكم!
محبكم
صبحي عدوي