توافق، يوم غد الجمعة، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، التي بدأ شعبنا بإحيائها، بعد أن أقرّ المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974، خلال دورته العادية، في السابع عشر من نيسان/ أبريل، يوما وطنيا للوفاء للأسرى وتضحياتهم، ومساندتهم ودعم حقهم في الحرية.
واختير هذا التاريخ، للاحتفال بيوم الأسير، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني “محمود بكر حجازي” في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وأقرت القمة العربية العشرين في أواخر آذار/ مارس من العام 2008، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية.
وفي ظل الظروف التي يعيشها أبناء شعبنا والمنطقة جراء تفشي فيروس “كورونا”، دعت القوى الوطنية والإسلامية، أبناء شعبنا في كل مكان وأهالي الأسرى إلى رفع صور أبنائهم الأسرى على الشرفات، وأسطح البيوت مع العلم الفلسطيني، عند الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة، تعبيرا عن الوقوف إلى جانبهم، واعتزازا بالحركة الأسيرة في هذا اليوم وكل يوم.
في رسالته إلى شعبنا بهذه المناسبة، قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا: “لا شك أن هذه الشريحة المباركة من أبناء شعبنا، هم مصدر فخر لنا جميعا، لأنهم هم الذين يدفعون ضريبة الانتماء لهذا الوطن بشكل فعلي من أعمارهم التي تنقضي وهم في غياهب السجون ومن معاناتهم من خلال وجه السجان الأغبر الذي يعاملهم بالحقد كل يوم، ومن خلال أهل يبكون فراقهم لسنوات وسنوات، كيف لا وبعض هؤلاء الابطال مضى عليهم قريبا من 40 عاما، كيف لا ومنهم نساء وفتيات وأشبال، لذلك شعبنا دائما وأبدا لا ينسى هؤلاء الأبطال الأحرار”.
وأعرب خطيب عن تمنياته بقرب الفرج لأسرى شعبنا، مضيفا: “من خلال ما نسمعه من وسائل الإعلام عن إمكانية تحقيق صفقة تبادل أسرى، نسأل الله تعالى أن نسمع عن خروج المئات من هؤلاء الأبطال إلى الحرية فهم دائما وأبدا في المقدمة والوجدان الفلسطيني”.
وندّد رئيس لجنة الحريات، بممارسات الاحتلال بحق الأسرى ورفضه الإفراج عن المرضى منهم في ظل جائحة كورونا. وتابع بالقول: “لا نستغرب ممارسات المؤسسة الإسرائيلية بحق أسرانا والتنكيل بهم، فالاحتلال كان دائما وأبدا يتلذذ في إلحاق أكبر قدر من المعاناة بحق الأسرى، لذلك هو يعتبر جائحة كورونا وسيلة إضافية لإلحاق المزيد من الأذى بالأسرى، وإلا كيف يمكن تفسير إصرار المؤسسة الإسرائيلية على إبقاء العديد من الأسرى المرضى داخل الزنازين وهم على مشارف الموت بسبب المرض وفي ظل هذه الظروف؟!، كما يحدث مع الأسير موفق عروق من يافة الناصرة، فهو يبلغ من العمر 77 عاما ومصاب بالسرطان لكن السجّان الحاقد يصر على التنكيل به ويرفض إطلاق سراحه”.
وختم الشيخ كمال خطيب بالقول: “في ظل الظروف الراهنة فرض واقع الحال نفسه على كل نشاطات أبناء شعبنا، لكننا رغم ذلك نتذكر أسرانا ونبعث لهم أسمى آيات الاعتزاز والفخار، ونسأل الله تعالى أن يلطف بهم وبكل أبناء شعبنا وأن يرفع عنّا البلاء، كما نسأله عز وجلّ أن يمن بالفرج القريب عن المئات من أسرانا وأن نسمع أخبارا طيبة بهذا الخصوص”.
ويقبع في المعتقلات الإسرائيلية، نحو 5آلاف معتقل، بينهم 41 أسيرة، و180 طفلا، كما ان هناك قرابة 700 معتقل مريض، 300 منهم يحتاجون لعلاج مستمر، من ضمنهم 10 مصابون بالسرطان.