الجمعة 01 مايو 2020 07:18 م بتوقيت القدس
يتجّه العالم، خلال الأسابيع المقبلة، إلى مزيدٍ من التسهيلات في الإغلاقات المفروضة على نصف سكّان الأرض تقريبا، غير أن الخوف من موجة ثانية يسيطر على الدول التي خرجت من الموجة الحاليّة، خصوصًا في الدول الأوروبيّة، مثل فرنسا وبريطانيا.
وتجاوزت الوفيات العالمية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد 230 ألفا مساء اليوم، الخميس، بحسب حصيلة أعدتها وكالة "فرانس برس".
وأظهرت الحصيلة أنه تم تسجيل 230 ألفاً و309 وفيات من أصل ثلاثة ملايين و218415 إصابة. وأكدت الأرقام أن أوروبا هي القارة الأكثر تضررا حيث سجلت 137714 وفاة، في حين سجلت الولايات المتحدة كدولة بمفردها أعلى حصيلة وفيات بلغت 61717 وفاة. وسجلت في أوروبا والولايات المتحدة حوالي 90% من الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
فرنسا: وفاة 289 شخصًا خلال الـ24 الساعة الماضية
وأعلن مدير عام الصحة الفرنسي، جيروم سالومون، أن فيروس كورونا المستجد تسبب بوفاة 289 شخصاً في فرنسا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى 24376 وفاة منذ الأول من آذار/مارس.
وقال إن عدد المرضى في خدمات الإنعاش تراجع مجددًا بـ188 مريضًا مقارنة باليوم السابق، ليصل الإجمالي إلى 4019 سريرًا.
وبلغت فرنسا ذروة الوباء في 9 نيسان/ أبريل مع ما يقرب من 7200 مريض في العناية المركزة.
وحتى الخميس، لا يزال هناك 26283 مريضًا مصابين بكوفيد-19 في المستشفيات، وأكّد سالومون أن ما يقرب من 50000 مريض تمكنوا من مغادرة المستشفى منذ بداية الوباء.
إضافة إلى ذلك، واستعداداً لبدء تخفيف إجراءات العزل في 11 أيار/مايو، وضعت الحكومة 35 دائرة تحت اللون "الأحمر"، وفي ذلك منطقة باريس بأكملها والربع الشمالي الشرقي من البلاد.
وتشير هذه الخريطة المؤقتة، التي سيتم تحديثها، إلى انتشار الفيروس والضغوط على قدرات العناية المركزة.
وستعلم الدوائر بالأحمر أو الأخضر. ويؤشر الأخضر إلى انتشار أضعف للفيروس سيجعل من الممكن تخفيف العزل على نحو إضافي.
منظمة الصحة العالمية تدعو لإبقاء الحجر في إفريقيا
وفي إفريقيا، القارة الأقل تضررًا من الفيروس، دعت منظمة الصحة العالمية، الخميس، الدول الإفريقية للإبقاء على تدابير صارمة لمكافحة انتشار كوفيد-19 في القارة، وذلك مع بداية رفع تدابير الحجر في عدد من الدول.
واعتبرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، ماتشيديسو مويتي، في بيان أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية "ساهمت في كبح انتشار كوفيد-19 لكنه لا يزال يمثل تهديدا كبيرا على الصحة العامة".
وأضافت أنه "من المهم الإبقاء على تدابير مراقبة ورصد الحالات وفحوص صارمة، من بين تدابير أخرى لإنهاء الجائحة".
وقدّرت مويتي أنه "في حال أنهت الحكومات تدابيرها بشكل مفاجئ، فإننا نخاطر بخسارة المكاسب التي حققتها الدول حتى الآن ضد كوفيد-19".
ووفق المنظمة العالمية "سجلت إفريقيا حتى اليوم أكثر من 36 ألف إصابة مؤكدة و1500 وفاة نتيجة كوفيد-19" والوضع "مثير للقلق" في منطقتي إفريقيا الوسطى والغربية.
ورغم التقدم المحقق في مجال الفحص، فإن دول المنطقة الإفريقية تجري في المعدل 9 فحوص لكل 10 آلاف شخص.
وأكدت مويتي في بيانها أن "منظمة الصحة العالمية تسعى جاهدة لتحسين قدرتها على الفحص عبر إرسال شحنات اختبارات جديدة لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء".
إصابة رئيس الوزراء الروسي بالفيروس
كما أعلن رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، الخميس، إصابته بفيروس كورونا، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الإصابات المؤكدة في البلاد عتبة ال100 ألف إصابة عقب حصيلة يومية من الإصابات تعد الأعلى.
وقال ميشوستين خلال لقاء عبر الفيديو مع الرئيس فلاديمير بوتين: "علي أن أخضع لحجر ذاتي واتبع تعليمات الأطباء. من الضروري حماية زملائي"، واعدا بأن يبقى على تواصل مستمر "حول كافة المواضيع الرئيسية" ومقترحا تكليف شخص بمهامه.
ووقع بوتين بسرعة مرسوما يتولى بموجبه مهامه النائب الأول لرئيس الوزراء، أندريه بيلوسوف، بوصفه رئيسا للحكومة "بالإنابة".
وطمأنه بوتين في الاجتماع المتلفز أن "ما يحدث لك الآن يمكن أن يحدث لأي شخص"، مشيرا إلى أنّه لن يتم اتخاذ قرارات كبيرة في غيابه.
وأضاف "آمل أن تبقى قادرا على العمل وتشارك بشكل فاعل" في صنع قرارات الحكومة، متمنيا له الشفاء العاجل.
جونسون: بريطانيا تجاوزت ذروة العدوى
أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم، الخميس، أن بريطانيا، ثاني بلد أكثر تضررا بفيروس كورونا المستجد في أوروبا مع 26711 وفاة "تخطت ذروة" تفشي الوباء الذي بدأ يتراجع.
واتهم جونسون بالتأخر في اتخاذ قرار فرض تدابير العزل، التي طبقت اعتبارا من 23 آذار/مارس، وبات يخضع لضغوط ليكشف كيف ومتى ستخرج البلاد من العزل. لكنه يظهر حذرا حيال هذا الأمر.
وقال خلال المؤتمر الصحافي اليومي للحكومة "يمكنني أن أؤكد اليوم أنه لأول مرة تخطينا ذروة" تفشي الوباء مضيفا "نحن نتجه نزولاً".
وهذا المؤتمر الصحافي هو الأول لجونسون منذ تعافيه من الإصابة بكورونا، وعقد في أجواء مشحونة.
وقارن الوضع بالمرور "في نفق ضخم تحت جبال الألب ... بات في إمكاننا رؤية الضوء والسهول أمامنا"، وأضاف "من الأساسي بالتالي ألا نفقد السيطرة ونتجه بقوة نحو جبل ثان أعلى" ملمحا إلى ارتفاع محتمل للإصابات.
ووعد جونسون بكشف "خارطة طريق" الأسبوع المقبل ليشرح كيف تنوي الحكومة إنعاش الاقتصاد وإعادة فتح المدارس والسماح بعودة البريطانيين إلى عملهم.
وحاليا تم تمديد العزل حتى السابع من أيار/ مايو مع عواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة، ما أثار مخاوف صحية كارتفاع الوفيات بعد كشف أمراض سرطانية أو بعد التأخر في علاجها.
وقال جونسون إن خارطة الطريق ستكشف كيف تنوي الحكومة "القضاء على الفيروس وفي الوقت نفسه إنعاش الاقتصاد" من خلال مثلا اتخاذ تدابير لجعل الرحلات من المنزل إلى العمل وفي مراكز العمل أكثر أمانا. والتواريخ الدقيقة لكل إجراء لتخفيف العزل ستكون رهن تطور الوباء والمعلومات التي تجمع يوميا.
واقترح وضع قماش على الوجه كأحد التدابير، لكن لم يوصَ حاليا بوضع الكمامات.
وقبل تحريك الاقتصاد تريد السلطات البريطانية تسجيل تراجع ملحوظ للحالات والتحقق من توفر وسائل كافية لكشف الإصابة والحماية.
ورسميا أصيب 171253 شخصا بالوباء في بريطانيا أي أكثر ب6032 عن حصيلة الثلاثاء.
السماح باستخدام مصلّ من تماثلوا لشفاء لعلاج المصابين
من جهتها، أعلنت الوكالة الفرنسية للأدوية، الخميس، أنّها أجازت بشروط صارمة استخدام أمصال (بلازما) مرضى كورونا تماثلوا للشفاء لمعالجة مصابين بوباء كوفيد-19 في حالة حرجة.
وكان السماح باستخدام البلازما في فرنسا يقتصر على التجارب الإكلينيكية كالتي بدأت في 7 نيسان/أبريل بإشراف المساعدة العامة-مستشفيات باريس والمؤسسة الفرنسية للدم والمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية.
لكن "نظرا إلى خطورة كوفيد-19 ولزيادة فرص نجاة المصابين في حالة خطيرة"، قررت الوكالة الإشراف على "استخدام بلازما مرضى تعافوا استثنائيا وبصورة موقتة خارج إطار التجارب السريرية الجارية".
وقالت الوكالة في بيان "سيحصل ذلك عندما لن يكون أو لم يعد ممكنا شمل مريض في تجربة".
وترمي التجارب السريرية الجارية إلى تقييم "فعالية وسلامة بلازما الأشخاص المتعافين" لمعالجة مرضى "أصابهم فيروس كورونا المستجد بأعراض مهددة للحياة".
وتابع البيان "بعض المعطيات تدل على أن البلازما لدى المصابين بكوفيد-19 يحتوي على أجسام مضادة ناشطة ضد الفيروس ما قد يسمح بتحسين معدل شفاء المرضى المصابين بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد".
وإلى هذا اليوم لم تثبت فعالية البلازما في مكافحة كوفيد-19 بحسب الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية.
وأضافت "لهذا السبب فإن استخدام البلازما يجب أن يتم أولا في إطار التجارب السريرية كلما كان الأمر متاحا".