أطلقت مؤسسات أهلية تركية حملةً لدعم القدس والمقدسيين، في مواجهة جائحة (كورونا) وتبعاتها على المجتمع المقدسي، ويأتي ذلك في ظل جهود تركية لمد يد العون للعديد من الدول المتضررة من جائحة كورونا.

تحت عنوان (للقدس حياة) أطلقت دنيز فنري، والمشرق، وهما مؤسستان تركيتان أهليتان، حملةً للإغاثةِ العاجلةِ للمقدسيين، مستهدفةً بشكلٍ رئيس دعم الفئات الأكثر تضرراً من تبعات جائحة كورونا في القدس، عبر ثلاثة مسارات؛ وهي الدعم المالي العاجل، والسلّات الغذائية، وكسوة العيد للأطفال، وذلك عبر منصة التبرع الإلكتروني على موقع دنيز فنري www.denizfeneri.org.tr .

يحمل شعار الحملة، (للقدس حياة) معنىً مباشراً يتمثل في: أنّ الاحتلال والوباء يحملان معاً الموت للقدس، التي تتجلى فيها وفي أهلها إرادة الحياة، التي تتطلب الدعم العاجل الذي يعزز القدس، والمقدسيين، ويمدهم بأسباب الحياة والصمود.

وكانت الإصابات المسجلة بمرض كوفيد 19 حتى تاريخ 8-5-2020 قد بلغت حوالي 312 حالة، توزعت بين أحياء القدس المركزية، مثل سلوان، وصور باهر، وجبل المكبر، وقرى شمال غرب القدس المعزولة بالجدار، التي تُعاني من إغلاقٍ إسرائيلي يعزلها تمامًا عن محيطها العربي، وحتى عن المستوطنات المجاورة لها، في حين تعكس الأرقام المتعلقة بالفقر داخل القدس، قبل جائحة كورونا واقعاً مقدسياً يتفاقم فيه الفقر في المدينة، التي تبلغ نسبته فيها حوالي 78%، ومن والمعلوم، وبحكم واقع مدينة القدس، ومعاملة سلطات الاحتلال للمقدسيين كمقيمين دائمين في المدينة، بأنّ غالبية العاملين في المدينة، يعملون في قطاعات العمالة اليومية، والتجارة والأعمال الحرة، بنسبة 75% من مجمل القوى العاملة في القدس، ما أدى لوصول تبعات الأزمة الاقتصادية في القدس لمعظم بيوت وعائلات المدينة.

وكانت العديد من فعاليات المدينة أطلقت العديد من النداءات لإغاثة المدينة وتعزيز صمود أهلها، ومن أبرز تلك النداءات: النداء الذي أطلقه الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس اللجنة الإسلامية العليا، في 28-4-2020، لدعم المقدسيين وتمكين القطاعات الحيوية في المدينة.

علاقة مميزة وممتدة وأواصر ممتدة
هذه الحملة ليست الأولى التي تطلقها مؤسساتٌ تركية في سبيل دعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس وسائر فلسطين؛ ففي تركيا العشرات من المؤسسات المختصة بإغاثة ودعم الشعب الفلسطيني، بالإضافة للمؤسسات البحثية والإعلامية المختصة بدراسة القضية الفلسطينية وقضية القدس والتوعية بهما، ما يجعل من تركيا وشعبها من الحواضن الشعبية والخيرية المميزة في العالم في مجال دعم صمود الشعب الفلسطيني وتبني قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك.

جلال الدين دروان، رئيس مؤسسة المشرق، أشار إلى أنّ حملة للقدس حياة ليست الأولى ضمن مشاريع المؤسسة؛ إذ أطلقت المؤسسة عدة برامج لإعمار العقارات المتهالكة في منطقة سلوان والتمكين الزراعي لقرى شمال غرب القدس، والتي تأتي جميعها ضمن رؤية المؤسسة التي يعبر عنه شعارها “التمكين مفتاح الحرية”.

المحامي محمد جنكيز، رئيس مؤسسة دنيز فنري المتخصصة في الإغاثة والعمل الإنساني، والمتميزة باعتمادها على التبرعات الجماهيرية، أوضح أن المؤسسة تخصص مساحة من برامجها لدعم ومؤازرة المجتمعات المحتاجة خارج تركيا، وأعرب عن تفاؤله بتحقيق نتائج واعدة في المرحلة الأولى من الحملة، وعبّر عن فلسفة الحملة قائلاً: “القدس مدينة تقع تحت الاحتلال، وهي تعني الكثير للإنسانية وللمسلمين، ومن حق أهلها أن يحصلوا على كل دعم ممكن ليواجهوا هذا الوباء، وليواصلوا حياتهم في مدينتهم المقدسة بكرامة”.