سلطت صحيفة “الأخبار” اللبنانية الضوء على سرقة الاحتلال الإسرائيلي لمخطوطات وكتب إسلامية نادرة، عقب إعلان “المكتبة الوطنية الإسرائيلية” نيتها نشر 2500 من هذا الإرث الإسلامي عبر موقعها الإلكتروني.
وجاء في إعلان “المكتبة الوطنية الإسرائيلية” في 8 حزيران/يونيو، أن مشروعها الجديد يشتمل على “مجموعة كنوز لا تقدر بثمن مهمة على المستوى الدولي من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وتعود للألفية الماضية”.
ومن بين المواد الجديدة التي سيتم مسحها ضوئيا من أجل عرضها: كتب قرآن، ومجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية المطلية بالذهب، والمقالات الدينية، وكتابات أخرى من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وفي السياق، قالت “المكتبة” إنها تضم الآلاف من المخطوطات والكتب العربية والفارسية والتركية النادرة، التي كُتبت بين القرنين التاسع والعشرين، زاعمة أن مصدرها مؤرخ يهودي.
وتقول “الأخبار” إن “الإعلان أثار غبطة الصحافة العالمية التي سارعت إلى نشر الخبر ضمن ما اعتبرته هدية من مكتبة الاحتلال الإسرائيلي إلى القراء حول العالم، من دون أن تأتي على ذكر أكبر استلاب في التاريخ للإرث الثقافي الفلسطيني من كتب ووثائق ومقتنيات”.
وأضافت: “ما اعتبر هدية ليس إلا مشاركة ما تمت سرقته منذ اضطر الفلسطينيون إلى ترك منازلهم في نكبة سنة 1948”.
ونوهت إلى أن تاريخ المكتبة يظهر “حجم السرقة المنظّمة الذي قامت به، بدءا بكتب التراث اليهودي، منها كتب التوراة وأدبيات الأنبياء التي سرقت من الوافدين اليمنيين اليهود إلى الأراضي المحتلة خلال الأربعينيات، وإرث فرانز كافكا الذي تركه الكاتب التشيكي مع صديقه ماكس برود قبل أن تستولي عليه المكتبة”.
وتضاف إليها سرقة كتب الفلسطينيين التي عرف منها حتى الآن 80 ألف كتاب، منها ما يعود إلى الكاتب والمعلم خليل السكاكيني، والمحامي الراحل عمر البرغوثي الذي اكتشفت حفيدته في السنوات الأخيرة مئات الكتب التي سرقت من مكتبته التي تركها قبيل مغادرته فلسطين خلال النكبة، بالإضافة إلى مكتبة عائلة المؤرخ والصحافي الفلسطيني الراحل ناصر الدين النشاشيبي في القدس وآخرين.
وأثير موضوع هذه السرقة مرارا، من بينها ما جاء في كتاب “بطاقة ملكية: تاريخ من النهب والصوان والاستيلاء في المكتبة الوطنية الإسرائيلية” للباحث الإسرائيلي غيش عميت.
كما تشير “الأخبار” إلى فيلم وثائقي بعنوان “سرقة الكتب الكبرى” عام 2012، والذي يكشف سرقة 70 ألف كتاب من بيوت الفلسطينيين خلال النكبة.
وبحسب “الأخبار”، فإن عددا من المتخصصين الفلسطينيين قد رجّحوا في وقت سابق أن تكون هذه المجموعة الجديدة قد سرقت من مكتبات البلدان العربية، خصوصا مكتبة بغداد التي نهبت ثم أحرقت خلال الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003. والمفارقة أن السرقة تمت على يد الجنود الأمريكيين مثلما فعل الجنود الإسرائيليون في فلسطين المحتلة قبل عقود.
وتنبه “الأخبار” إلى أن هذا العرض الإلكتروني هو فرصة للباحثين من أجل “تتبع الطريق التي قطعتها هذه الكنوز الإسلامية النادرة قبل أن تستولي عليها المكتبة الإسرائيلية”.